قصة الذبابه …. والخلافات العربيه ونظرة المجتمع الدولي
من جنيف نبيه الحسامي
جميل ان يلتئم شمل العرب في قمة الأولى من نوعها, بمشاركة 17 زعيما ووفود عربيه يمثلون الأمة العربية باكملها من المحيط الى الخليج. لبحث قضايا مصيرية بعد فترة من الجمود وفتور العلاقات العربيه العربية لمدة زادت عن عشر سنوات في هذا الخضم الكبير لنتصور ما حصل في قاعة المؤتمرات الكبرى في الدوحة العاصمة القطرية …. واليكم السناريو التالي :
تسللت ذبابه مع نور الأضواء الساطعه الى قاعة المؤتمرات واخذت
تطن وتحوم … ضاع صوتها مع كلمات المتحدثين وراق لها ان تحط على فنجان فهوة امام رئيس دولة كان ينظر ويستمع باهتمام لكلمات زملائه من القادة لكن تلك الذبابه غطست في الفنجان فنظر اليها الزعيم شذرا وقدانتابته قشعريرة اشمئذاذ لما راى. كيف تتكمن ذبابه من اختراق محفل سامي كهذا؟ همس بهدوء , الى احد مرافقيه وطلب منه ابعاد ذلك الفنجان القذر الذي لوثته الذبابه المتسلله ..
القصة بسيطة لكن سناريو جميل ارتسم حول امكانيه خروج تلك الذبابه والمقاربات التي طرحت لمعالجة او تفادي ما حصل فالتقط الزعيم الغاضب الميكروفون وقاطع رئيس المؤتمر صائحا : هناك ذبابه دخلت قاعة المؤتمرات فكيف نخرجها ؟
تحدث رئيس الجلسة قائلا: هذا البند في مايستجد من اعمال : دخول ذبابه قاعة المؤتمرات .. اريد ان اسمع تصورات الوفود حول الوسيلة الفضلى لاخراج الذبابه وتجنب الوقوع في فخها ضحك الجميع وتعالت اصوات داخل القاعة علق الرئيس الجلسة للتداول وخرج الزعماء للأستراحة قصيره تاركين الوفود مناقشة الموضوع المستجد وبدا الحوار على الشكل التالي :
توسعت دائرة النقاش وتقدم الفلسطيني وقال : ان حربنا على الذباب ليس بجديد ان شعبنا يعاني يوميا من لسعاته لكن ان تنتهك ذبابة حرمة مقدساتنا ومقام القاعه فاني ادعو عقد مؤتمر دولي للحديث عن قذارة الذباب وتسلله الى قاعاتنا ويجب ان نجد الأرضية اللازمة للتفاهم حول مفاهيم ثابته بسبب خلافات الفصائل حول مفهوم الذبابه الملوثه وتعكير صفو المؤتمرات ونطالب بمنطقة خاليه تماما من ال ذباب بوضع مضادات كيميائية وكهرطييسية واضاف الفلسطني : ان شعبنا يدفع ثمنا باهظا للسع الذباب ومجتمعات حقوق الإنسان اصبحت تدرك معانة السشعب الفلسطيني من ويلاته …
قاطعه السوري ان دخول الذبابه يربتط ارتباطا كليا بما يجري في الساحة العربية والا لما وجدت تلك الذبابه طريقها وتسللت الى قاعتنا ان الخلافات العربيه الهتنا عم يجري حولنا وتمكنت تلك الذبابه اختراق القاعه فاني اطالب امانة المؤتمر في الجامعه العربية اخراج الذبابه واذا فشلت فان هذا الموضوع يجب ان يدرج على جدول اعمال القمة القادمة في بند الطوارئ لكي لا نشجع ذبابات اخرى للدخول الى قاعتنا . اما اللبناني وقد راقه روح الوفاق الذي التام في موتمر الدوحة الأول فبادر قائلا: ان دخول الذبابه مؤامره دبرتها احدى الدول لكي تفسد روح الوفاق بيننا , واني ادعو المؤتمر لوضع اليه لتحقيق بسبب دخولها وان كانت هناك ايد خفيه سهلت اختراقها .
اما السعودي فقال ان تلك الذبابه الطائشة لو كان معها اى محرم يردعها لما اخترقت حرماتنا واطالب اقامة الحد على الذباب التي يصيب القهوه العربيه بسبب هذه الهفوه .
اما المصري فقد اثار موضوع المساعدات والقروض وقال ان تحصين الدفاعات ضعيفه مما نتيج عن انتهاك الذباب حرمة مؤتمراتنا وقال لقد طلبنا قرضا امريكيا لتزويدنا بقهوه مصنعوه خصيصا للمؤتمرات ومضاده للذباب. وعلى امانة المؤتمر الأخذ بعين الأعتبار تطورات الوضع مع شركائنا لتفويت تلك الموامره بولوج ذبابه الى قاعة المؤتمروطالب برقابه اكبرورصد موارد لتامين قهوه سليمة ومضاده للذباب . واضاف ان دخول تلك الذبابه مرده تراخي في الرقابه وفتح نوافذ القاعه لتسلل اجسام غريبه مع الهواء قاطعه العراقي قائلا :
انني ادعو القاء فنجان القهوه خارج القاعه واطلب من امانة المؤتمر تناسي الموضوع وساتبرع مبلع لتعويضات لما حصل واطالب باستكمال جلسة المناقسشة ودارسة التطوارت الجاريه في العراق وتناسي موضوع الذبابه.
اما الليبي طرق على الطاوله وقال : ان اللجان الشعبيه في الجماهيرية الشعبيه الغطمى لن تسمح بمثل تلك الخروفات ويجب ان نبحث عن الطرق المادية والفكريه لمقاومة الذباب الذي ادى الى اختراق ابواب مؤتمراتنا وسارجع الى الكتاب الاخضر لارى ما ورد فيه في مثل تلك الحالات وستقوم اللجان الثوريه بمعالجة هذا الأمر واني اعدكم في مؤتمركم القادم في ليبيا عام 2010 لن ترون ذبابه …ولن يتكرر هذا « الحادث الدبلوماسي » .
اما الموريتياني راي الموضع بشكل اخر » ان تسلل الذبابه يتطلب بحثا لمعرفه فيما اذا كانت هناك فعلا ايدي خفيه وراءه ولتاتي هذا الذبابه لتعكر مزاج المؤتمرين وقال : اطالب تشكيل لجنة ثوريه تضع حدا لمثل تلك الخروقات واستخدام مبيدات فتاكه داخل القاعه لكي لا تتكر مثل تلك الخروقات وتعكر اجواء المؤتمر.
اما الاردني بادره قائلا ليس الموضوع اعداد مبيدات واني اقترح ان نحمل الفنجان الذي دخلت اليه الذبابه ونخضعه لفحص مخبري لنعرف الحمض النووي لهذه الذبابه ومن اين مصدرها وفيما اذا نفست السم داخل الفنجان ومعرفة اصولها ربما كانت متسلله عن طريق قناة معادية اسرائيل مثلا او ربما تحمل اجهزة لاقطه لتسمع ما نقول او تبث اشعاعات نوويه .دعونا نحلل وستعمل على عقد اجتماع عشائري لمعرفة مقاصدها .
دوت القاعه بالضجيج وانتقل خبر الذبابه المتسلله الى قاعة المؤتمرات الى وسائل الأعلام التي وضعت الخبر علىصدر صفحات جرائدها : ذبابة تتسلل الى قاعة المؤتمرات في القمة العربية وتفسد روح الوفاق فأتت التعليقات من كل جانب واليكم اهمها :
سارع اللأتحاد الروسي بالقول :
ليس الأمر بهذه الصعوبه اذا دخلت دبابه لدينا مضاد حيوي ووسائل اخرجها باصدار اشعه كهرطيسية نقتلها مجرد ان تتسلسل ومن المنفذ التي دخلت منه اقترح على المؤتمرين العرب التزود بهذا السلاح الفعال وستنقدم عرضا سخيا للحصول عليه ان الحرب على الذباب في علاقات الشرق والغرب منذ الحرب البارده كان ماضيا .
لكن الذباب في ذلك الحين لم يكن يجرؤعلى التصدي و اختراق قاعات المؤتمرات الكبرى اننا نعيش عصر العولمة فهذه الراسماليه الجديده التي مكنت الذباب من اختراق القاعات الرئاسيه .
وعلقت الولايات المتحدة على تسلل الذبابه بقولها ما على العرب الى ان يقذفوا بالذبابة خارجا ويتبعوا برنامحا جادا لمكافخة الأرهاب ومن ويل الذباب وعلى المجتمع الدولي رصد الموارد لبحث الموضوع وان الولايات المتحدة تعلن حربا على ارهاب الذباب ونشر بيوضه ولدينا اللأمكانيات لتوزيع ما يلزم من اسلحه لعمل ذلك واطا لب الشريك الروسي ان ينضم الينا في برنامح متكامل وواسع لمكافخة الذباب ونشر الديمقراطية التي تخلو من تعكير الذباب وسيعمل ضمن اقنيتنا والمنظمات الاقليمية والعسكريه على نشر ثقافة مكافحة الذباب المتسلل .
علقت الصين على الحادث قال مسؤول فيها : ذبابه في فنجان قهوة لزعيم عربي هذاامر مشين .. نحن في محتمعنا نقذف بالفنجان وناكل الذبابه ما اكثر الذباب الذي يدخل مصانعنا وورشاتنا ولا يلقى هذا الضجيج والتذمر .. كل هذا الضجيج من اجل ذبابه تصوروا في مجتمع يحصى عدد سكانه بخمس العالم لو ان الذباب يدخل موتمراتنا ما اذ نفعل اننا شعب محب للسلام ولا نعادي الذباب ولا تخشى منه اطلاقا.
اما فرنسا وعلى لسان خارجيتها قالت اتها تدين انتهاك الذبابة لحرمة المؤتمر وطالبت بعقد جلسة لمجلس حقوق الأنسان لأدانتها وتعيين مقرر خاص لبحث قضية الذبابه وتداعياتها على امن المؤتمرات.
اما انجلترا فقد استصوبت طرد الذبابه وتجريمها لكن اوصت ببيع فتحان القهوه العربية بالمزاد العلني …
اخيرا لم تفوت اسرائيل الفرصة للتعليق على تسلل الذبابه الى فنجان فهوه عربيه امام زعيم عربي في القمة وقالت ناطق عنها :
الحل هو ان نرسل تلك القهوة الى الأمربكي ,وننحلل الذ بابه في المختبر الصيني لكن لابد من الأشاره ان هناك جهات تدعم دخول تلك الذبابه فمنظمات ارهابيه ورائها واشارت بالأسم الى حزب الله و حماس و ايران واضاف الناطق اللأسرائيلي : بعض الجهات معادية للساميه تتهم جهات اخرى لأرسال هذا الذباب وربما صنع ذبابا خاصا لولوج تلك المؤتمرات ماعليكم سوى النهوض والأحتجاج واغلاق ابواب القاعه للبحث فيما اذا كان هناك ذبابه اخرى …
اما ايران فعندما التقطت الخبر علقت بقولها ان لدينا برنامح سلمي متكامل لايسمح باختراق الذباب للقاعات الكبرى فالثوره الأسلامية علمتنا كيف نتصرف في مثل هذه الحالات ما عليكم الا الرجوع الى مراجعنا وردع جماح الذباب المعتدي وان مرشد الثوره الأسلاميه اوصانا برش المبيدات خوفا من تسلل الذباب لقاعاتنا و الله معنا وليسقط الذباب المعتدي ..
اخيرا علقت اللأمم المتحدة وقالت يجب على المحتمع الدولي ايجاد الضمانات اللأمنه ومنح اللجان المتخصصة مهمة مراقبة مداخل اللأبواب ومخارجها في المؤتمرات الكبرى والبحث عن بيوض الذباب لكي لا تتكرر تلك الواقعه وتفسد عمل مؤتمر دولي .ولا بد من اصدرا حكما قضائيا بتسليم كل من يرعى ذبابه او يربيها او ويحركها من بعد وان لجنة مختصة تتدارس هذا الموضع لتسليم المشنبه بهم وسيطرح على اجتماع لمجلس اللأمن لبحث الوقاية من دخول الذباب الى القاعات الكبرى وطرق محاربتها .
لقد اغنت نعليقات الوفود البحث وخرج المؤتمر بتوصيات رائعه اجمع فيها المؤتمرون في بيانهم الختامي : ان اعداء اللأمة العربية لايريدون السلام بعد ان اصبح السلام كلمة جوفاء مما سهل دخول تلك الذبابه . وهناك مؤامرات خارجية ضد وحدة اللأمة العربية وامنها.وعلى العرب اخذ الحيطة والحذر وربما تكون تلك الذبابه قد ولدت من فيروس الكتروني قادمة من القرية الألكترونيه تحمل بين اجنحهنا اجهزة لاقطه تحرك بذبذات من بعد لا تتركو أي ذبابه تمر حول قصر الموتمرات ..
بحق.. كان المؤتمر من انجح المؤترات لان الجميع اتفقوا على الوقوف على قضية حساسه تهدد امن المؤتمرات وتلافي الوقوع في حادثه اخرى
خرج الجميع بعد جلسه مطووله حول اخطارالذباب المتسلل على امن المؤتمرات وخفايا اختراقها. وعاد الزعماء العرب الى عواصمهم راضين مستبسشرين.. !!!!!
مع تحيات نبيه الحسامي