الكوارث الطبيعتية مصائب قوم عند قوم فوائد !!!!
هل تصبح هاييتي ارض ثورة الزنوج منصة جديده للنفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية ؟؟
من نبيه الحسامي – جنيف
لعل الكارثه الكبرى التي حلت بشعب هاييتي – 7 ملايين * نسمه اثر الزلزال المدمر التي ضرب البلاد في الثاني عشر من يناير وراح ضحيته حتى الساعة اكثر من 70 ألف قتيل وجرح ما لايقل عن 300 الف وتشريد زهاء مليون ونصف مليون إنسان دلالة جديده على تسابق الدول باسم المساعدات الإنسانية للوصول الى مناطق جدديه للنفوذ بالرغم من المبادرات الأنسانيه التي اظهرها المجتمع الدولي لمساعده ذلك الشعب الهاييتي في أفقر دولة في جزر الكرايبي .
لقد كان الزلزال عنيفا 7 درجات على مقياس ريختر وكان مركزه على مقربة من 17 كلم من العاصمة بورت اوبرنس هذه الدولة كاريبيه التي هي من مخلفات النفوذ الفرنسي في- سانت دومنيكان – والتي يتحدث معطم سكانها بالفرنسية قد اطهرت من جديد هشاشة التعاون الدولي امام الكوارث الطبيعية واثار تبدل المناخ في أحداث الزلازل والفيضانات والأعاصير التي تزهق أرواح الألوف سنويا أمام المطامع السياسية وامتداد نفوذ الدول الكبرى ومازال إعصار تسونامي الذي أحييت الأمم المتحدة ذكراه الخامسة العام الماضي والذي ازهق أرواح اكثر 250 الف اسنان ماثل أمام ذاكرة الشعوب
لقد سارعت الدول الكبرى بمد ا البلد المنكوب بجسور المساعدات الجويه لنقل المؤونه والأدوية والبطانيات والدم لألاف المشردين عن منازلهم والذين يسمعون انات ذويهم تحت الأنقاض ويستصرخون الضمير العالمي للمساعدة والغوث والإنقاذ
وقد بدا جليا ذلك التنافس المحموم بين الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الكبير في أمريكيا اللاتنينه وفرنسا وريثة العصر الاستعماري في الكاريبي على تقديم المساعدات والسيطرة
لقد وضعت الولايات المتحدة سيطرتها على مطار بورت او برنس منذ الأيام الأولى لحدوث الزلزال المدمر وحجبت مساعدات الدول الأخرى فرنسا خصوصا ما عدا ما يصل عن طريق المنظمات الإنسانيه ففما آثار حفيظة فرنسا التي ورثت االنفوذ الفرنسي في تلك البلاد
فسارعت الولايات المتحده على ابعاد طائرة افرنسيه محملة بالمؤونه والعداد
وامام تلك الأزمات اجتمع الرئيس الأمريكي اوباما برئيسي الولايات المتحدة السابقين جورج ديليو بوش وهو اول ظهور علني له بعد تولي اوباما الحكم والرئيس بل كلنتون لدراسة الوضع وكيف تستطيع الولايات المتحدة إدارة تلك الأزمة وماهي المكاسب ا السياسية من وراء هذا الحماس في تقديم المساعدات ؟؟
لا يوجد أي وقواعد عسكريه في هاييتي والتي يئن شعبها تحت وطأة والفقر والبؤس وعدم الاستقرار لسياسي منذ سنوات
وتواجه الأمم المتحدة هذه الكارثة الطبيعية الجديدة في وقت عصيب يعاني فيه العالم من الأزمة المالية العالمية ومعالجة تبعات تبدل المناخ لفد اثبت زلزال هاييتي مره اخرى ان التحديات الطبيعة مازالت قائمة واعترفت بدلك الناطقة باسم الشؤون الأنسانيه في جنيف اليزابث بيرس حين وصفتها بانها اكبر كارثة طبيعة تواجهها الأمم المتحدة وكأنها زلزال سياسي يخدم مصالح الراعي الأمريكي في المنطقة
لقد فقدت الأمم المتحدة مايقارب 40 موظفا في مكتبها وعلى راسهم رئيس البعثه التونسي هايدي عنابي
حيث حوصر ومائة موظف من بعثة الأمم المتحدة تحت انقاض المبنى الذي انهار تماما
وقال الأمين العام إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام تضم ثلاثة آلاف جندي وشرطي في العاصمة بورت أو برنس وما حولها للمساهمة في الحفاظ على النظام ومساعدة جهود الإغاثة
كما تحدث في جلسة الجمعية العامة بل كلنتون الرئيس الأمريكي السابق وموفد الأمين العام لشوون هاييتي قائلا « لا توجد لدينا القدرات اللوجيستية والتنظيمية اللازمة للتعامل مع كثير من تلك التبرعات ودعا كلينتون الدول المانحة إلى الوفاء بتعهداتها السابقة تجاه هايتي التي تعد أفقر الدول في نصف الكرة الأرضية الغربي.
كما اختصرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون جولتها الآسيوية وعادت إلى واشنطن لمتابعة الأوضاع في هايتي.وشبهت زلزال هاييت بكارثة تسونامي ووضعت القوات اللأمريكيه استعدات لا رسال 5000 جندي للمساعده في عمليات رفع الأنقاض وهكذا تبدو فرق الإغاثة في سباق مع الزمن لمواجهة الكارثة.
نقلت الرسالة الى الأمين و قام الأمين بان كي موون يوم الأحد بزيارة ميدانيه للعاصمة بورت اوبرنس وزار أطلال مقر بعثة الأمم المتحدة في هايتي فور وصوله إلى البلاد، وقال إن الأمم المتحدة لديها ثلاث أولوليات في هايتي الآن تتمثل في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، وزيادة المساعدات الإنسانية، وضمان تنسيق الكميات الضخمة من المساعدات التي تتدفق على البلاد. حيث يتواجد ة34 فريقا للتقاذ من كافة أنحاء العالم
هذا وبموازاة هذذا التحرك الد,ولي من اجل هاييني قام الرئيس السابق الأمركي بيل كلنتون بزيارة يوم الأثنين لهاييتي وبصفته مبعوث الأمين لعام شوون هاييتي حيث يسعى كلنتون الى حشد عالمي من اجل جمع التبرعات حيث تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم ما يقارب 30 مليون اوروو من اصل 560 ملبون دولار تسعى الأمم المتحدة لتنامينها
الخلفية السياسيه للهبمنية اللأمركيه في امريكا اللاتينيه
لا زالت عقيدة مونرو الامريكية التي تعود الى بداية القرن التاسع عشر تحكم النظرة والعلاقة الامريكية بامريكا اللاتينية،والعالم بصفتها فضاء حيويا استراتيجيا لمستقبل الامبراطورية الراهنة. وعلى امتداد قرنين من الزمان، ما فتئت الادارات المتعاقبة تتدخل في شؤون وشجون دول وشعوب القارة تارة بالقوة الخشنة وتارة بالقوة الناعمة توخيا لنفس الغاية: احكام السيطرة الكاملة على مقدرات وخيرات القارة الطبيعية والبشرية والاقتصادية، ومنع اي نفوذ لاية قوة كبرى اخرى في المنطقة، بمعنى الحفاظ على هذه المنطقة الجيوسياسية والجيواستراتيجية كاحتكار حصري لراس المال الامريكي وشركاته العملاقة وتجلياتها في مختلف المجالات.
تماما كما هو الامر تجاه الوطن العربي الكبير، بحيث غدت امريكا اللاتينية والشرق الاوسط كاملا بمثابة خطين رئيسيين للاستراتيجية الكونية الامبريالية الامريكية الرامية الى فرض سطوتها العسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية على العالم، من خلال ما يسمى العولمة الليبرالية الجديدة، كتعبير عن تمدد غير محدود للاقتصاد الامريكي وتغليفه باسطورة نهاية التاريخ والايديولوجيا، وتقديمها الى البشرية كما لو كانت جنة امبراطورية في خدمة البشرية.
وتدرك الولايات المتحده ان الضمانة الوحيدة للحفاظ على هكذا وضع، لا يتم الا بالقوة العسكرية المتفوقة استراتيجيا وتكنولوجيا على اية قوة كبرى، ولهذا تتمتع امريكا بـ 872 قاعدة عسكرية معروفة في كافة ارجاء الكرة الارضية برا وبحرا وقريبا في الفضاء ايضا.
امركيا للاتنينه كانت بمنائ عن المخططات اللأمريكيه ابان عهد بوش اللأبن
اثناء حكم ادارة جورج ديليو بوش بقيادة المحافظين الجدد، تبلورت وتجلت الامبريالية الصهيونية في تركيز حروبها في الشرق الاوسط فنجحت باحتلال العراق وفغانستان في آسيا الوسطى، مما اتاح لشعوب امريكا اللاتينية، بالاضافة الى عوامل ذاتية وموضوعية ، الافلات من جبروت الالة العسكرية والامنية الامريكية وحلفائها من النخب الاوليغارشية.لوقت ما فانتصرت الثورة البوليفرية في فنزويلا، والثورة الديموقراطية السلمية في بوليفيا وثورة المواطنة في الاكوادور ووصلت احزاب وقوى يسارية عموما وبدرجات متفاوتة (يسارية من حيث برامجها وسلوكها المغاير للاوليغارشية المتخارجة والتابعة للامبريالية ولمصالحها الطبقية) الى مقاليد السلطة السياسية في البرازيل، الاوروغواي، الارجنتين، تشيلي، نيكاراغوا، السلفادور، الهندوراس وغيرها.
لقد شكل انتصار الثورة البوليفرية في فنزويلا الانكسار الاستراتيجي الثاني لاستراتيجية وعقيدة مونرو (الانكسارالاول الثورة الكوبية). الخطوات التكاملية والوحدوية القارية التي تجلت من خلال البديل البوليفري لامريكا اللاتينية « آلبا » في مواجهة الاستراتيجية الامريكية، وما تلاه من اتحاد بلدان امريكا الجنوبية ومجلس الدفاع الاقليمي المنبثق عنه، خلق وضعا استراتيجيا يتحدى الهيمنة الامبريالية في المنطقة. وجاء قرار الحكومة الاكوادورية بقيادة رافائيل كورّييا، بإجلاء قاعدة مانتا العسكرية الامريكية من اراضي بلاده، بمثابة الصاعق الذي فجر غطرسة وجبروت الامبريالية الامريكية.
فجاء الهجوم الامبريالي الاول، مدعوما من الاوليغارشية المحلية، من خلال الانقلاب العسكري في الهندوراس، وهي اضعف حلقات « آلبا »، بمثابة رد دكتاتوري على ترهل قوة المشروع الامريكي في المنطقة، وتحديا للاطر التكاملية والوحدوية فيها، ومحاولة لتوريطها في صراع عسكري يتيح لامريكا الزج بقواتها، وربما تبرير سحب بعض الفرق الامريكية من العراق وافغانستان، والاستعاضة عنها هناك بقوات حلف شمال الاطلسي، توريطا لاوروبا العجوز في عبء حروب الامبراطورية.
في الهندوراس لا توجد ثورة اشتراكية ولا ماركسية ولا اسلامية ولا نووية، بل نظام ليبرالي راسمالي متخلف، وقاعدة عسكرية امريكية. حاول رئيسها الشرعي المنتخب قانونيا وشعبيا، مانويل زيلايا (رجل شركاتي ثري لكنه قومي)، ترسيخ الانتقال من ارث الدكتاتوريات العسكرية الى دولة القانون والارادة الشعبية، من خلال اجراء استفتاء شعبي حول تعديل دستوري جزئي. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الادارة الامريكية ووكالة الاستخبارات المركزية والقاعدة العسكرية في الهندوراس ضالعون في الانقلاب بالتنسيق مع الاوليغارشية التقليدية في الهندوراس.
اما الهجوم الثاني، وهو يكتنف ابعادا عسكرية خطيرة على كافة دول امريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي، فقد تمثل في الاتفاق الامريكي ـ الكولومبي على اقامة سبعة قواعد عسكرية امريكية متطورة في الاراضي الكولومبية من ساحلها على الهادي الى ساحلها على الكاريبي. المبرر الذي تتشبث به امريكا هو مكافحة المخدرات والارهاب. العالم اجمع يعرف ان امريكا اكبر سوق مستهلك للمخدرات في العالم (95% من الاوراق النقدية المتداولة في واشنطن مرت بايدي افراد يتعاملون بالمخدرات حسب استقصاء مخبري ميداني نشر مؤخرا
ومفاده ان وكالة مكافحة المخدرات الامريكية ووكالة المخابرات المركزية تورطتا ولا زالتا في تهريب المخدرات، منذ الحرب القذرة التي شنتها امريكا ضد الثورة الساندينية في نيكاراغوا، وتفاصيل ايران ـ غيت معروفة، وحاليا في كولومبيا وافغانستان وغيرها. أمّا الارهاب فالمقصود هو القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي تمارس الكفاح المسلح ضد الاوليغارشية الكولومبية منذ اكثر من اربعين عاما.
وتمهيدا لهذا التصعيد العسكري في القارة، عززت الادارة الامريكية « مخطط كولومبيا » من خلال خصخصة الحرب عبر الشركات الامنية وشركات المجمع الصناعي العسكري وتزويد عناصرها بحصانة تفوق الحصانة الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
ومنذ مدة طويلة تحولت كولومبيا الى قاعدة عسكرية امريكية صهيونية ونظرا لطبيعة النظام السياسي الحاكم (اوليغارشية تقليدية مشبعة بالنزعة الفاشية) ورغبته في الاستمرار في السلطة، والالتفاف على الدستور لكي يسمح بترشيح الرئيس الحالي لعهد ثالث، وضلوع الامبريالية الامريكية في الصراع الداخلي، وعزمها على التصدي لرياح التغيير الثورية والمناهضة لامريكا وعولمتها، جاء القرار المشترك باقامة القواعد السبعة الجديدة، في ظل الاسطول الرابع وحاملات الطائرات النووية المتمركزة في المنطقة.
اقامة القواعد العسكرية الامريكية السبعة سيؤدى حتما الى انطلاق عملية سباق تسلح يعود بالمليارات على شركات الاسلحة ومعظمها امريكية واوروبية، مما يضعف الامكانية الاقتصادية للدول الناشئة الراغبة في تنمية بلدانها، ويحد من برامج التعليم والصحة التي تعتمد عليها بديهيا اية عملية ثورية او تغييرية في اي بلد من بلدان العالم الثالث المحيطية.
يوجد قرار امريكي بعسكرة العلاقات مع المنطقة، تحضيرا لاشعال حرب اقليمية. الهدف الاساسي هو فنزويلا بكل ما تعنيه من بؤرة استقطاب ثوري تحرري وما تختزنه ارضها من احتياطات نفطية هائلة تفوق احتياطات العراق. واعتقد ان الامبريالية الامريكية وبعد فشلها في الاطاحة بالرئيس أوغو شافيس والعملية الثورية الصاعدة، من خلال محاولات انقلابية عسكرية ونفطية ومالية ومصرفية وتجارية واعلامية، لن تتورع عن المغامرة بافتعال حرب بلقنة تكون راس حربتها كولومبيا مدعومة بآلة الحرب الامريكية، الا اذا ادركت مسبقا بان الثمن سيكون باهظا بحيث لا تحتمله امريكا وربائبها.
ان حجم المصالح النفطية والمالية والطبيعية في فنزويلا ، يجعلها هدفا دائما للمؤامرات والمخطططات الامريكية، في علاقة صراع مفتوح والى اجل غير مسمى. كون فنزويلا الحلقة المركزية في سلسلة الدول المستهدفة لا يعفي هذه الاخيرة من التعرض للضربات والمضايقات، فالسلوك الخارجي الامريكي يتسم تاريخيا بالانتهازية المحققة، ولا تتورع الامبراطورية عن غزو او احتلال اية بقعة في المنطقة اذا ما سنحت لها الفرصة. بنما، غرانادا، هايتي، الدومينكان ليست الا شواهد ملموسة.
على الرغم من حجم التحرك العسكري الامريكي واطماعه في القارة، فان الظروف الذاتية تحديدا القائمة في القارة تكبح جماح الاندفاعة المتغطرسة. الثورة الكوبية صامدة ومخضرمة في مواجهة الامبريالية، الثورة البوليفرية تترسخ باضطراد، اكثرية الدول الاقليمية ـ باستثناء كولومبيا (اسرائيل القارة) وكوستاريكا (حصان طروادة) والبيرو (عاهرة امريكا) ـ تناويء المخطط الامريكي، بالاضافة الى عوامل موضوعية اهمها شبكة التحالفات الدولية (بالتحديد مع الصين وروسيا وروسيا البيضاء) تشكل كابحا لسياسة الغزو والنهب الامبريالي.
هناك عامل لا غنى عنه من اجل الثورة والصمود والتصدي ويتمثل في حالة الوعي السياسي والاجتماعي المتنامي في اوساط الجماهير الشعبية على امتداد القارة، وتحول هذا الوعي الى حركة باتجاه الانعتاق والتحرر من الخوف. الجماهير الشعبية العريضة في الهندوراس تحتل شوارع البلاد دون سلاح منذ 28 يونيو الماضي وتواجه قوات الفاشيست المدججة بالسلاح الحربي وتعمم شعار « انهم خائفون لاننا لانخاف «
لقد اوجد الزلاال في هاييتي المناخ الخصب لتغلغل النفوذ اللأمريكي في الكاريبي فهذا البلد الفقبر الذي احتفل منذ ست سنوات بالذكرى المئويه الثانيه لاستقلاله كان امتدادا لاول ثورة للزنوج غام 1791 التي قام بها العبيد في سانت دومينيك في هذا الشأن نظمت اليونسكو من يوم 21 إلى يوم 23 آب، في بورتو برانس، مؤتمراً دولياً حول « الثورة الهاييتية وشمولية حقوق الإنسان ».
وعاشت البلاد مرحله اضطرابات منذ رحيل الرئيس السابق جون برتراند أريستيد الذي هاجر من البلاد. لقد جاء في اعلان اليونسكو :
» وقد تجاوزت هذه الثورة الثورتين الفرنسية والأميركية بتوسيعها لمفهوم حقوق الإنسان، إلى مجموع الإنسانية جمعاء، دون تمييز في اللون أو الجنس. وكانت مرجعية محرري الإعلان الفرنسي لعام 1798 هي الإنسان الأبيض عندما كتبوا « البشر يولدون ويظلون أحراراً ومتساوين في الحقوق ». لكن الثورة الهاييتية أضافت كلمة « كل »: « كل الكائنات البشرية ».
انتفاضة العبيد في سانت دومينيك، وهي أغنى المستعمرات الفرنسية، كانت تعتبر « شططاً تاريخياً » من قِبل قوى القرن الثامن عشر. فقد انتقدت هذه الثورة أسس النظام الاقتصادي المهيمن: الزراعة المنتجة للسكر الذي كانت أهميته في ذلك الوقت تعادل أهمية البترول في التجارة العالمية اليوم، والاستعباد، وتجارة الرق
في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية، رسمت الصحافة صورةَ ثورةٍ دموية وهمجية لا تستحق اسم ثورة. أما المؤرخون، من ميشليه إلى رونان، فقد أنكروا، أو استصغروا تأثيرَها. وفي التاريخ الرسمي، نقرأ أن قوات نابليون الهجومية التي أرسلها من أجل استعادة العبيد، ومستعمرة سانت دومينيك، لم تهزَم على أيدي المحاربين الهاييتيين، بل بسبب الأوبئة. ويستهجن المثقف الهايتي لاينيك هوربون، أن يظل الاستعباد « موضوعاً لا يحتل مكاناً في فكر الفلسفة السياسية المعاصرة، بما فيها فلسفة فوكو أوجورجن هابيرماس ».
والمعروف أن الأديب المارتنيكي إيمي سيزير (دفاتر العودة إلى الوطن)، والترينيدادي « سي. أل. أر جيمس » (اليعاقبة السود)، والكوبي « أليجو كاربنتييه » (مملكة هذا العالم)، والإفريقي الأميركي « فريديريك دوغلاس »، كانوا أوّل من أبرز أبعاد هذه الثورة. « هاييتي هي الأرض الإيديولوجية الأم للكارائيب، والمكان الذي أنتج فيه الكفاحُ من أجل الحرية ضميراً جمعياً، وطريقة جديدة في طرح مسألة العنصرية وتصور الهوية الوطنية »، هكذا قال الجامعي « مايكل داش ». وبالنسبة لسيزير، فإن هاييتي هي المكان « الذي تقف فيه الزنوجة على رجليها لأول مرة »، أما « توسان لوفرتور »، فهو باعث كرامة الزنوج.
لا شك في أن موجة صدمة الثورة هذه، قد سارعت في القضاء على الاستعباد في باقي المستعمرات الفرنسية في الأنتيل، وفي إنهاء تجارة العبيد. وقد كانت الدنمارك أوّل من أقر سياسة القضاء على الاستعباد العام 1803. وقدّم الثوريون الهاييتيون، بنزعتهم العالمية، مساندتهم لحركات الاستقلال اللاتينية الأميركية: في فنزويلا فرنسيسكو دي ميراندا منذ العام 1806، وسيمون بوليفار في المكسيك وفي كولومبيا.
. هاييتي اليوم هي واحدةٌ من البلدان الأكثر فقراً في العالم، وبحكم خضوعها لشبه حماية، فهي لا تملك الحق في أن تقول كلمتها. سيادتها محدودة بوجود 11 الف من جنود الأمم المتحدة. لتاتي هذه الكارثه الطبيعه لتعيد اوضاع البلاد الى خانة الصفر وحاجتها الماسه للعم سام في النهوض باقتصادها واعادة اعمار مادمره الزلزال لذلك فان منح المساعدات ينسجم مع مقولة من يدفع يامر وينهي فقد طالبت الدومنيكان توفير 2 مليار دولا ر سنويا ولمدة خمس سنوات لأعمار هاييتي
فهل سيشهد نهاية العقد الحالي من الألفيه الثالثه امتداد النفوذ الأمريكي استكمالا لما قام به جورج بوش في الشرق اللأوسط خلال ثمان سنوات وهل ستغيب كارثة هاييتي الأنظار عن التركيز على استئصال جدور القاعده في اليمن قبل مؤتمر المساعده المقرر في السابع والعشرين من الشهر الجاري ؟؟؟
نبيه الحسامي صحفي متخصص بشوون المنظمات الدولية
نشرت المقاله في سيريا نيوز بتاريخ 19 -1- 2010-01-19
تجدوها على الرابط التالي
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=108134