كيف تقلع عن التدخين – الحلقة الثانية … بقلم : نبيه الحسامي مساهمات القراء
في سلسة حلقات كيف تقلع عن التدخين عرضنا في القسم الأول الأسباب التي تدفعنا الى التدخين ماهية التدخين عدم الاكتراث بالنصائح وإيجاد المبررات في هذا القسم من الدراسة سنعالج السؤال التالي: »
ماذا نشعل السيجارة ؟؟؟
ولماذا نضطرب ونقلق اذا ما افتقدناها ؟؟؟
ولعل من مقاصد هذه الدراسة ان تضعك عزيزي القارئ في حالة ذهنية بان تتصور حياتك دون تدخين ومن الوهلة الأولى مليئة بالحبور والسعادة كما لو انك شفيت من مرض عضال وما ان يخامرك هذا الشعور الجديد فانك تشعر مع مضي الزمن وبشكل مدهش انك دخنت طويلا .. ولن يحسدك المدخنون ولكن يشفقون عليك وسأحاول خلال هذا السرد ان اشير لما اسميته بالمنهج التقليدي لإيقاف التدخين وليس هو مجرد منهج ولكن حالة فكرية تتطلب منا معالجة المشكلة والبعض يتبع لهذا الأمر دروسا ومنهم لا يكترث .
ولعل القاسم المشترك الرئيسي بين المدخنين ان المدخن ينأى عن حياته الخالية من التدخين بشعور بذل التضحية ولهذا السبب عليه ان يبذل ارادة حديدية للوصول الى الهدف المنشود .
وبشكل مبدئي ومنهجي فاني اعرض طريقتي المرهقة والتي قد تبدو شاقة كصعود قمة- افريست –لأنها تعد المدخن لمواجهة اسابيع صعبة تراوده فيها الرغبة الشديدة بإشعال سيجارة لدى روية المدخنين حوله .
شريطة ان لا تكون مدخن سابق او غير مدخن من المهم ان تتحلى بالصبر ولن ادعوك للإقلاع عن التدخين حتى تنهي قراءة هذه الدراسة ولعل ذلك يبدو متناقضا واشرح لك من البداية بأن السيجارة لن تجلب لك شيئا في واقع الأمر, ومن المدهش اننا عندما نتلذذ بتدخين سيجارة ننظر اليها متسائلين لماذا نحن ندخن ولا نشعر بقيمتها الغالية الا عندما نفتقدها .
ولنفترض الأن وان كان ذلك يروق لك ام لا .. انك مدرك بأنك من عشاق السيجارة ويعني ذلك انك لا تشعر بالانبساط والراحة التامة او التركيز دون ان تشعل سيجارة وتضعها في فمك لا تحاول ان توقف الدخان الآن قبل الانتهاء من قراءة هذه الدراسة لان رغبتك الجانحة للتدخين لن تدعك تنتظر نهاية قراءته لكن ستشعر خلال تقدمك في القراءة ان هذا الحاجة ستتناقص ولا تتوقف حتى تقرا كل ما احتوته وان كان ذلك متعبا بعض الشيئ .. تذكر انه يتعين عليك ان تتبع كافة التعليمات الواردة فيها .
عندما توقفت عن التدخين وقلدني الكثير من المدخنين لمجرد اني فعلت ذلك.\
وكان يعتقد هؤلاء انه كان بالإمكان القيام بذلك اذا ما استطاع احدنا القيام بهذا فالكل سيحذو حذوة هكذا لمستها من خلال تلميحات وعلى مدى السنين ولزاما علي وانا صاحب هذه الدراسة ان اقنع هؤلاء الذين لم يكفّوا بعد عن التدخين ان يفعلوا ما فعلت . ما اجمل ان يتحرر الإنسان من عبودية التبغ .
عرضت دراستي هذه على بعض الأصدقاء فوجئت وجرحت عندما علمت بعد اشهر انهم لم يكملوا قراءتها واكتشفت فيما بعد انه حتى اقرب الأصدقاء في ذلك الحين لم يفتح تلك ألوراق التي تفوح منها رائحة التبغ وبعد ان اهديته اياها وقام بتوزيعها لشخص آخر \.. شعرت ان كرامتي قد اهتزت وفهمت ان الخوف من التحرر من تبعية السيجارة كان اقوى وامضى لدرجة ان غرام السيجارة والتعلق باللفافة السحرية اصبح اقوى من صداقتنا وأصبحت السيجارة هي سيدة الموقف .
واعود الى قصتي التي كانت قد تودي بي للطلاق عندما طلبت والدتي من زوجتي تهديدي بالفراق اذا لم اتوقف عن التدخين . اجابتها زوجتي انها تغامر في مخاطرة كبيرة قد تودي الى الطلاق قبل ان تحملني على التوقف عن التدخين ويا للخجل لقد ادركت انها كانت على حق .. وانا واثق ان كثيرا من المدخنين لن ينهوا قراءة هذا الأوراق كي لا يجدوا انفسهم مجبرين على الإقلاع عن التدخين في الوقت المناسب وقد لا يقرا البعض منهم سوى اسطر يوميا حتى يوجلوا ا ذلك اليوم المحتوم .
لقد أدركت من يقرا شيئا عن نصائح منع التدخين لن يكمل ذلك خوفا من المخاطرة للتوقف عن التدخين وان لم يحصل لك فلن يكون اسوء حالا مما هو عليه .. لن تخسروا شيئا بل ستربحون ومهما قيل اذا ما افترضنا ان تكونوا مدخنين لأيام او عدة أسابيع تأكدوا ستبروان من هذه الآفة وعلى كل ان كنتم مدخنين او لا او سابقين … نصيحتي ان تتوقفوا خلال قراءة اوراقي هذه على الأقل وتأكد عزيزي القارئ ستصبح في نهاية المطاف عير مدخن .
مطلوب منك الآن ان تنسحم مع محاكاتك العقلية وتتألف مع متطلبات جسمك .. صدقني ستجد في نهاية هذه الدراسة السعادة عندما تبرا من عادة التدخين وببساطه يتعارض منهجي مع المنهج التقليدي اذ يوصي ذلك المنهج على وضع قائمة من المحذورات تجنبنا أخطار السيجارة والتي تعتمد المحاكمة المنطقية التالية : » اذا استطعت ان اتخلى عن السيجارة طويلا فان رغبتي بالتدخين ستتلاشى وبالتالي استطيع ان اتمتع من جديد بحياتي .. محررا من طوق عبوديتها «
تبدو وجهة النظر هذه سهلة ومنطقية وتفسح المجال كل يوم للآلاف المدخنين ان يتوقفوا و مع ذلك بفضل هذه المنهجية فان النجاح صعب وذلك للأسباب التالية «
1- ان ايقاف التدخين ليس المشكلة الحقيقية لأن كل مرة تطفئ سيجارتك فانك تتوقف عن التدخين ولديك من الأسباب في ذات يوم ان تقول لم اعد اطيق التدخين وهذا حال كل المدخنين يقولون ذلك على الأقل في يوم واحد من حياتهم والأسباب التي تدفعهم الى ذلك معروفة .
اذن فالمشكلة الحقيقية عندما تراودك رغبة التدخين في اليوم الثاني او او العاشر او الألف في وقت من الضعف او من الحبور والفرح تتناول سيجارة حتى تصبح مدمنا على سمومها فانك راغب دائما بالمزيد وبالمزيد وهكذا تعود بك العادة من جديد.
2-ولعل الخطر الكامن وراء هذه العادة غير الإرادية هي الصحة فعلينا ان نتوقف دون ان يحثنا احد على ذلك : « حان الوقت .. يا للحماقة يجب ان اتوقف «
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة نحن ندخن عندما تنتابنا حالة عصبية واذا قلت للمدخن هذا يقتلك فأول شيء يتبادر اليه ان يلتقط سيجارة ويشعلها لهذا نجد كثيرا من اعقاب السجائر امام المصحات والمستشفيات ودوائر الشرطة .
3- لم تفلح كل الأسباب لتدفعنا لإيقاف التدخين واصبحت العملية صعبة وذلك لسببين :
ا- لأنها ولدت عندنا شعور التضحية بأننا نخسر شيئا اصبح جزءا من تركيبتنا ومن الصعب ان نعوضه ونتخلى عنه وان كان سيئا الى هذا الحد
ب- رغبتنا بالحبور والمسرة ايضا ومهما تكن المبررات التي نصف بها التدخين تجعلنا ننسى الأسباب التي تدفعنا الى التدخين وما هي الا اسباب واهية ليسس لها علاقة بتاتا بدوافع التدخين
وهنا لب المشكلة , لماذ نحن راغبون ولما ذا نحن بحاجة للتدخين
يعتمد هذا المنهج السهل على فكرة مؤداها انه يتوجب علينا في المقام الأول ان ننسى الأسباب التي دفعتنا للإيقاف التدخين وان نواجه مشكلة السيجارة وان نطرح على انفسنا الأسئلة التالية :
1- ماذ سيجلب لي هذا
2- هل انا انهل من ملذاتها
3- ما هو الثمن الذي سأدفعه لقاء هذه المسرة مجرد ان اضع هذا الشيئ في فمي وان اقتل نفسي ببطء ؟؟
وهكذا تتجلى الحقيقة الجلية ان هذا الأمر لن يجلب لي شيئا وهنا لابد لي من التأكيد انني لا اقصد القول ان المدخن يواجه محذورات اكثرو اكثر من الايجابيات فكل المدخنين يعرفون هذا الأمر واؤكد مرة اخرى ليس هناك اي مزية من عادة التدخين والمزية الواحدة ان كل سيجارة تقدم الينا او نلتقطها ماهي الى من كماليات المجتمع.
في ايامنا اصبح المدخنون يدركون ان هذه المزيه اصبحت تتلاشى واصبحت موضة العصر الشاب الذي يقف قويا امام ملذاتها ولم تعد كمالا اجتماعيا وان كانت الغالبية تريد ان تحد المبررات لكنها في واقع الأمر خاطئة وواهمة ولعل اول الأمور التي يجب ان نسعى اليها ان نتخلص من هذه الأوهام وفضلا عن ذلك سندرك سريعا اننا لن نفقد شيئا مقابل ان نصبح غير مدخنين فالصحة والمال ما هما الا ميزتان من مزايا اخرى وما ان نتخلص من الفكرة الخاطئة بان الحياة معدومة الملذات بدون دخان وعندما تدرك انه هذا الأمر الف مرة خطا وعندما نبتعد عن مشاعر الحرما ن والفقدان نعود وقتها الى رشدنا بان الصحة والمال وعشرات الأسباب الأخرى لهما من المبررات ان تدفعنا ان تنوقف
بهذا الوعي للب المشكلة سيساعدك ان تصل الى مرماك وان تنعم بالحياة وان تتحرر من عبودية التبغية …
2009-04-14 23:00:43