كيف تقلع عن التدخين – الحلقة الثالثة… بقلم : نبيه الحسامي مساهمات القراء
نصائح مجرب أهلكته السيجارة ومات وهي تراود مخيلته
في سلسلة كيف تقلع عن التدخين وفي اطار الحملة التي وجهت اليها وزارة الصحة في الجمهورية العربية السوريه وفي أعقاب الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء بتحريم تعاطي التبغ والتدخين في الأماكن العامة تنفرد- سريانيوز – بنشر تلك الحلقات التي تساعدك أخي القارئ للتخلص من هذه العادة إليكم الحلقة الثالثة بعنوان :
ما هي صعوبات التوقف عن التدخين
كما شرحتنا في القسم الأول والثاني دفعني خضوعي للسيجارة لأن أعالج هذه المسالة وعندما تمكنت حتى التوقف عن التدخين بدا لي الأمر غريبا لقد بقيت أسابيع في حالة من القنوط الكامل خلال محاولاتي السابقة و كان بوسعي في بعض الأيام ان اعتبر نفسي سعيدا وسرعان ما أقع مرة اخرى في حالة اليأس كأني أتسلق جدارا منزلحا بقوة ذراعي وما ان اقترب من قمته و اكاد أصل اليه سرعان ما تفلت يداي وانزلق الى ألأسفل .
في نهاية الأمر سيضيق بك الحال وستشعل سيجارة لتجد لها طعما جديدا وتجد لنفسك المبررات الني دفعتك للعبودية اليها ولعل احد الأسئلة التي اطرحها دائما على المدخنين انه قبل ان يبدأوا علاجهم . هل ترغبون فعلا ان تتوقفوا عن التدخين ؟؟ انه سؤال بالفعل لا معنى له لأن كل المدخنين وحتى هؤلاء الذين ينتسبون الى جمعية حماية المدخنين تراودهم الرغبة بان يتوقفوا . وإذا ما طرحتم السؤال التالي على أي مدخن دون تعيين : اذا أتيحت لك الفرصة ان تعود الى الزمن الذي استحكمت بك عادة التدخين وبالمعلومات التي زودت بها الآن فهل تستمر بالتدخين ؟؟؟
فسيجيبك دون شك بلا . واذا ما طلبت من مدخن نال منه التبغ اشد منال وينطبق ذلك على كل مدخن ليدرك ما فعل به الدخان من اساءه لصحته وهو لا يأبه للنقص الاجتماعي الذي يوصف به ولا الأعباء المالية التي تنتج عن ذلك وما أكثرهم في أيامنا اذا ما طرح عليهم السؤال التالي: »’ هل تنصحون ولدكم بالتدخين ؟؟؟ فالجواب نفيا بالتأكيد .
وينتاب كل مدخن احساس ان شيطان ما قد ركبه في الأيام الأولى للمحاولة يقول :
سأتوقف عنه لا اليوم وانما في الغد . واخيرا يصل الأمر إلى الاعتقاد أن في لفافة التبغ شيئا ضروريا يعطي معنى للحياة !!
وكما ذكرت سابقا ليست المشكلة ان نفسر الأسباب , قد يسهل علينا ان نتوقف لكن لماذا ؟؟ هذا امر صعب , لأنه في واقع الأمر , فان شرح الأسباب التي دعتنا للتدخين ومسبباتها لا يتعدى المدخنون فيها نسبة 60 بالمائة من الناس
غريب امر لفافة التبغ هذه ما هو لغزها وسرها وما هو السبب الذي يدفعنا ا لتدخينها كما يفعل آلاف من الناس وكل واحد منهم يأسف لأنه تورط بالتدخين ويعترف بان ذلك ضياع للوقت والمال ويصعب علينا فعلا ان تعتقد انهم يفعلون دلك دون شعور بالمتعة وقد نضف الى هذا الواقع عمر الفتوة حيث نعمل جاهدين لبلوغ درجة الولع الشديد .
ونمضي بقية حياتنا ونحن نكرر على مسامع أطفالنا الا يقلدونا معللين أنفسنا بأننا سنتوقف .
وهكذا نمضي بقية حياتنا بدفع الثمن الباهظ لأن من يدخن وسطيا عشرين سيجاره ينفق 300 ألف فرنك في حياته – ثمن بيت – ماذا نفعل بهذا المال ولعل اشد مصائب المرء ان يفكر بإلقاء المال في سلة المهملات ونحن نستخدمه لإملاء صدورنا بقطرانه السام المسبب للسرطان وانسداد الشرايين يوما بعد يوم وهكذا بأيدينا منعنا وصول الأكسجين لعضلاتنا وأعضاءنا لنصاب بالحساسية وتصلب الشرايين وهكذا حكمنا على أنفسنا ان نعيش في أجواء الملوثات .وضيق للنفس ونخر الأسنان وحرق الثياب والرماد المزعج ورائحة الدخان المقرف . إنها حياة عبودية نقضي نصف وقتنا نعيش القهر اما بسبب ازدراء المجتمع لنا الذ يبغض التدخين -كما هو الحال في بوت العبادة والمستشفيات والمسارح والمركبات العامة الا تستحق محاولاتنا العقيمة ان نتخذ قرارا بتخفيض أضرارها …
يذهب البعض بعيدا في تحليلاته ويبحث عن الأسباب النفسية والعميقة عندما يذكر ظاهرة فرويد – بديل لثدي الأم – انه تماما العكس عادة ما نبدأ التدخين لنظهر اننا بالغين ويافعين .
قد نموت خجلا عندما نوصف باننا نمتص حلمة امام الناس واخرون يعتقدون العكس تماما عندما نستنشق الدخان ونبثه من منخرينا متباهين برجولتنا وهنا كذلك لا تقف الحجة على قدميها وان نضع سيجارة في اذننا قد يكون اكثر سخفا والأقسى من ذلك ان ننفث القطران الى رئتينا .
ويقول اخرون لنشغل أيدينا. اذا ما هو المبرر من اشعالها ؟؟ انها ملذة للفم وهنا يعيد السؤال نفسه لماذا نشغلها ؟؟؟ انها احساس بالدخان يثقل صدورنا انه احساس مخيف , نطلق علبه شعور بالاختناق .
وخلال اربعين عاما كنت اتمسك بالحجة القائلة بان التدخين يريحني ويمنحني الثقة والشجاعة وادرك ايضا انه قاتلي ويكلفني ثروة . لماذا اذن لا اذهب الى طبيب يعطيني وصفة تساعدني على الاستجمام وتعيد لي الشجاعة والثقة بنفسي , اذن هذا ليس بسبب وانما علة.
يقول البعض اذا ما دخن الأصدقاء فاني مدخن . فهل انت أحمق لهده الدرجة؟ فاذا كان الحال كذلك فهل تذهب الى التهلكة اذا ما ذهبوا !!!
ويجمع الكثير من المدخنين على ان المسألة في نهاية المطاف ما هي الا عادة .
لكن هذا برأيي ليس تفسيرا منطقيا لأنه يبعد كل المحاكاة العقلية في هذا الموضوع , وهو يبقى العلة الوحيدة لديهم و لسوء الطالع فانه ينقصه الحجة لأننا في كل يوم نغير عادتنا ونقلع عن بعضها ومنها ما هو القريب الى أنفسنا أعطى مثلا عاداتنا الغذائية والتي تتواكب هي ايضا مع رغبتنا في التدخين ، على سبيل المثال قد أتوقف عن تناول وجبة الفطور او الغذاء واقتصر على وجبه واحدة في المساء وفي الاجازة اغير هذه العادة أعود لتناول الفطور وبعد انتهاء الإجازة أعود إلى عادتي مع معاودتي العمل وهكذا …
لماذا أعيش بعادة رتيبة الا استطيع ان اقلع عن التدخين الذي يترك اثره غير الطيب في فمي وينفر مني الآخرين.
أليس بالإمكان ان افعل ذلك ما هي الصعوبات؟؟ فجوابي ليس الأمر صعبا… وهو في غاية البساطة وعندما تتفهمون الأسباب الحقيقية التي تدفعكم للتدخين ستتوقفون بالطبع وهذا كل ما في الأمر …
وبعد ثلاثة أسابيع لا اكثر ستكتشفون السر الذي دفعكم للتدخين
تابعوا القراءة …
وبعد عدة أيام من المعاناة نتخذ قرارنا بالتوقف ولكن هل أحسنا الاختبار والوقت لكنه من المستحسن ان ننتظر فترة بدون قلق واضطراب لأتحاذ مثل هذا القرار وبشروط أفضل وما ان تحن الفرصة تبدو أسباب الموجبة للتوقف قد ذهبت جهودنا مع الريح وغالبا ما تكون هذه الفترة بعيدة المنال لأن حياتنا تكون قد تعكرت وأصبحت لا تطاق وما ان نخرج عن نطاق العائلة فان الأمور تتشابك وتتعقد مع العيش المنفرد والعمل والمال وإنجاب الأطفال تتحمل أعباء المجتمع المهنية وحقيقة الأمر ان السنوات الصعبة في حياتنا هي طفولتنا الأولى ومرحلة الصبا لأنه من الممكن ان تختلط بين المسؤولية والقلق وتبدو حياة المدخنين مليئة بالقلق والهموم للآن التدخين لا يريح الأعصاب ولا يزيل حالة القلق والاضطراب كما يتمنى المجتمع ويدخل في أذهاننا الحقيقة التالية إن الدخان يجعلك أكثر عصبية وهما يمكننا ان نشبه المدخن مثل كائن تائه في طريق طويل و متاهة كبيرة وما ان ندخل فيها حتى يغدو فكرنا مشوشا وضبابيا ونحاول ان نهرب منها بشتى الوسائل وكثير منهم يصل في نهاية المطاف وغالبا ما نقع بنفس الفخ بعد زمن لاحق.
لقد أمضيت أربعين عاما من حياتي أحاول الخروج من هذه المتاهة ومثل العديد من المدخنين لم افهم شيئا وهكذا تشاء الظروف في مسابقة غير عادية ليس لها علاقة بقضيتي كنت أسعى لمعرفة الأسباب ولفترة طويلة وان كانت تحو ل دون قراري التوقف عن التدخين وهكذا وبكل سهولة نجحت اخيرا ان افعل ذك بسهولة ومسرة .
و ما ان توقفت اصبح شغلي الشاغل فيما بعد ان اكشف ألأسرار ولعي وبالدخان انها لعبة – بووزل – غريبة ومعقدة لكنها مغرية مثل لعبة – نادي روبيك – التي تجعل اللاعبين يبحثون علن الحلول لكن اذا ما تعلمنا سر اللعبة قد يبدو الأمر هينا اذا ما اتبعنا الأسلوب الصحيح الذي يصلنا الى المرمى النهائي ان احتفظ بالحل حتى أخلصكم من سلطان السيجارة وسأساعدكم بإيجاد مخرج من المتاهة وأؤكد لكم ان كل ما تفعلوه هو ان تتبعوا التعليمات وان أي خطوة عاثرة في تطبيق المنهج تبدو بعدها تلك التعليمات لا طائل لها .
واني اصر انه بامكان أي شخص ان يتخلص من التدخين بسهولة كبيرة لكننا بحاجة اولاً ان نجري تقييما لبعض الوقائع لا … لن أتحدث مرة اخرى عن أضرار التدخين وسلبياته حتى لا أكون مملا واظن ان المعلومات كافية لتنير لكم الطريق ولكن ما أريد تحديده انه يصعب علينا التوقف ولكي نجيب على هذه الأسئلة نعود للسؤال المتداول لماذا نستمر بالتدخين .
وهذا السؤال سنفرد له بحثنا التالي
لماذا نستمر بالتدخين
نحن نبدأ بالتدخين لأسباب واهية وتافهة وغالبا ما يغلب عليها طابع التقليد وخلال المناسبات الاجتماعية و السؤال المطروح : » اذا ما سلمنا اننا وقعنا في شركها ما الذي يدفعنا للاستمرار ؟؟؟
قد لا يوجد مدخن بإمكانه الإجابة على هذا السؤال لما ذا أنا أدخن ؟؟ وإذا اعرف السبب الحقيقي قد يقلع عن التدخين .
لقد طرحت السؤال على آلاف المدخنين خلال تحقيقاتي ووحدت الأسباب متنوعة وهي غير محدودة فوحدت ان هذه المرحلة من التحقيق أكثر متعة لكنها مؤثرة ويجمع كافة المدخنين على القول ان السيجارة الأولى لها طعم لاذع وقد حالوا تحليتها بمذاق خاص ولعل الناحية المضجرة انه يشعرون ان من لا يدخن يفقد شيئا وانهم يسخرون منهم خاصة في الأيام التي لا يتعاطون فيها التدخين لكنهم مع ذلك يدركون تماما انهم يسعون لمخاطرة كبيرة تكلفهم صحبتهم ومالهم و لهذا السبب تراهم يتذرعون بالحجج والمبررات ليحتفظوا بعاداتهم .
والخلاصة ان السبب الحقيقي الذي يدفعنا بالاستمرار في التدخين هو توفر عاملين أساسيين سأتطرق لهما تفصيلا خلال القسم الرابع من هذه الدراسة :
1ـ التبعية الجسم لمادة النكوتين
2ـ التبعية النفسية -عملية غسل دماغ حقيقية- .
ترقبوا القسم الرابع على سريانيوز نهاية القسم الثالث نبيه الحسامي – جنيف راجع الحلقات الأولى والثانيه على رابط المقالات سيريانيوز
المواضيع المتعلق :
كيف تقلع عن التدخين – الحلقة الأولى
كيف تقلع عن التدخين – الحلقة الثانية