الأديب والكاتب عازي التدمري
لأديب والناقد الأستاذ غازي التدمري 1946
يعتبر الأديب والباحث « محمد غازي التدمري » من أهم الذين أغنوا الحركة الأدبية والرسالة التربوية في « حمص » في الفترة المعاصرة.
ولد في العام /1946/ من أسرة غير متعلمة، في حي شعبي قديم، ودخل المدرسة الابتدائية وهو لا يعرف شيئاً عنها فكانت تلك مرحلة قاسية في حياته. وفي تلك المرحلة بدأ وعي الطفل على يد عدد من أساتذة هذه المدرسة، ومن خلال أستاذ للغة العربية شجع تلاميذه على القراءة وصنع لهم مكتبة متواضعة في المدرسة ولزم كل تلميذ أن يحضر كتباً لإغنائها.
ويروي الأستاذ « التدمري » عن هذه المرحلة من حياته قائلا «وفي تلك المرحلة أحب الطفل « محمد » القراءة بشكل عجيب وكانت كل شيء في حياته وأكثر الأوقات متعة بالنسبة له هي عندما يجلس مع أي كتاب ويقرؤه.
وشاءت الأقدار عندما انتقل « محمد » للمرحلة الإعدادية أن يضعه والداه في المدرسة الصناعية هذه المدرسة التي شعر أنه غريب فيها حيث اختارته المدرسة ليكون في حرفة النجارة».
وأضاف :«بقيت أدرس في تلك الحرفة لمدة ست سنوات ولم أستطع أن أدقّ مسماراًَ واحداً بالشكل الصحيح».
ويتابع: «لم أستطع الحصول على الشهادة الثانوية الصناعية، فقد كانت المواد التي يدرسونها بالنسبة لي غير مألوفة وقلت لوالدي حينها « والله لو بقيت في هذه المدرسة عشرين عاماً لن أحصل على شهادة البكالوريا.. إذا كنت تريدني أن أنجح أعطني فرصة واحدة لدراسة الفرع الأدبي وأعدك أنني سأنجح » وعبر ضغوط أمي وأصدقاء أبي المتواصلة وافق والدي على طلبي.. وتعرفت في المدرسة خلال هذه السنة على أفضل أساتذة « حمص » باللغة العربية وهم الأساتذة: (محي الدين الدرويش، رفيق فاخوري، عبد الكافي البواب، نصر الدين الفارس) وكنت أجد متعة فريدة في حصة اللغة العربية».
ويذكر الأستاذ « غازي » أنه بعد حصوله على الشهادة الثانوية تابع دراسته في قسم الأدب العربي في جامعة « بيروت » العربية. وأتيحت له في تلك الفترة فرصة للكتابة والنشر في جريدة الفداء الحموية وصحيفة « حمص » ومجلة الثقافة العربية، فكان يكتب في هذه الصحف مقالات شبه أسبوعية، عالجت موضوعات الحداثة الشعرية وشعر التفعيلة، وبعد عدة محاولات في الشعر وفي كتابة القصة والقراءات الكثيرة وجد الشاب « التدمري » نفسه في النقد والدراسات وكانت الحصيلة الأولى كتاب (تطوّر النقد الأدبي عند العرب) الذي نشر على أربعين حلقة في جريدة الفداء.
في عام /1980/ ومن خلال عمله كمدرس وتربوي أصدر كتابه الشهير (التعبير الفني) الذي كان كما قال فاتحة خير عليه وعونه الأساسي، حيث طبع منه حوالي (60) ألف نسخة تم تعديله خلال ثلاث مراحل زمنية.
وبعد هذا الكتاب مباشرة وقبل أن يتفرغ للصحافة أصدر « التدمري » كتاب (الحركة الشعرية المعاصرة في « حمص » طبع منه ألف نسخة نفدت جميعها).
من عام /1981/ حتى /1995/ أخذته الصحافة بعيداً عن التأليف ولم يترك بلداً عربياً إلا ونشر فيه، وبلغ عدد الصحف التي نشر فيها حوالي (44) مجلة وجريدة، بعدد مقالات يقارب الألفي مقال، وأبرز مواضيع هذه المقالات تركزت حول النقد الاجتماعي والدراسات الأدبية.
وعاود « التدمري » التأليف منذ العام /1996/ إلى جانب كتابته في الصحافة، فأصدر ما يقارب الخمسة عشر كتاباً من الكتب النقدية والأدبية وقصص الأطفال وجزأين تحدث فيهما عن أعلام « حمص »، وآخر توجهاته وأبحاثه انصبت في القصة القصيرة جداًَ فأصدر مجموعتين والثالثة قيد الإنجاز.
الأعمال التي شغلها الباحث « التدمري »:
– عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية البحوث والدراسات منذ العام /1981/
– عضو مجلس مدينة « حمص » /1999- 2003/
– عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب منذ عام /2000/
– عضو المكتب الفرعي لنقابة المعلمين واستلم رئيس مكتب الثقافة والإعلام في فرع النقابة من العام /2000/ حتى /2005/
– رئيس اللجنة الإعلامية في لجنة دعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني.
– رئيس مجلس ملتقى الإبداع في فرع « حمص » لاتحاد شبيبة الثورة.
– عضو مكتب الثقافة في فرعي الطلائع واتحاد الشبيبة في « حمص »
– عضو لجان التحكيم في القصة والخاطرة والمقالة في العديد من المسابقات المحلية والعربية.
– قدم العديد من المحاضرات الأدبية والنقدية داخل القطر وخارجه.
ومما يجدر ذكره أن الأستاذ « التدمري » كتب مقدمات لأكثر من (15) مجموعة شعرية وقصصية، ويبلغ عدد الكتب التي يقتنيها في مكتبته الشخصية في المنزل حوالي تسعة آلاف كتاب ما عدا الدوريات والمجلات.
ومما صدر له من كتب نذكر:
التعبير الفني – الحركة الشعرية المعاصرة في « حمص »- مجالس الشعراء– نظرات في النحو الإعراب– نظرات في الأدب العربي الحديث– من أعلام « حمص » (في جزأين)– « عبد المعين الملوحي » بين المادية والروحانية– نقد القصة في مدينتين– رياض التعبير الفني– رياض النحو والإملاء– سرير ماء (قصص قصيرة جداً)– مطارحات في الهجاء الساخر– المختصر في علم العروض العربي– مأدبة ماء (قصص قصيرة جداً