هل تصبح حاسة الشم عند الإنسان رقميّة ؟
لقد وهب الله الإنسان حواسا حمس ليتكيف مع البيئة التي يعيش فيها وبفضل تلك الحواس يستطيع الأنسان ان يميز الصالح من الطالح ومن بين هذه الحواس حاسة الشم وهي من اهم الحواس التي تنبه الأنسان للمخاطر وتجعل حياته اكثر تكيفا مع حاجاته ويعتبر الأنف العضو الرئيسي الذ ي ينقل للأنسان هذه الحاسة بفضل تلك القدره على تصفية الهواء وتسخينه ويقوم المخ بترجمة هذه الذرات ماهو فضل الأنف في تقل تلك الأحاسيس وهل يتمكن الإنسان من تصنيف تلك الروائح في وقت تتقدم فيه البحوث لنقل تلك الذرات الشميه الى اشارات او نبضات رقميه تنسر عبر اجهزة الكوميبترات تعالو لنرى ماذا يمكن ان يقدم الآنف لنا ومازال العلماء يتدارسون اهمية تلك الروائح وهل يمكن استخدامها في ترويج بعض البضائع ونخص بالذكر المواد الغذائية والعطور ومشتقات المواد الكيمائية
القت فاطمة الحسامي في مقالة ترجمتها الضوء على اسرار هذا الجهاز المبدع الذي يساعد الإنسان في التقاط الروائح فما هي ميزاته ؟؟
لقد أبدع الخالق في رسم هذا الجهازونكوينه ووضعه في وسط وجه الإنسان :
توقع تقرير لوزارة المعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية أن يشهد العالم بعد حوالي عقد من الزمان ثورة تكنولوجية من مظاهرها إنترنت يطلق روائح وبطارية تليفون محمول تعمل لمدة شهرين متصلين قبل أن يعاد شحنها.
وطبقا للتقرير الذي استند إلى مجموعة من المقابلات مع خبراء التكنولوجيا في كوريا الجنوبية، فان مستخدمي الإنترنت سيستطيعون نقل الروائح إلى الإنترنت واستنشاقها بحلول عام 2015.
وسيتم التعرف على كل رائحة بتحويلها إلى بيانات رقمية بناء على مركباتها الآروماتية وطريقة خلطها معا. وستنتقل تلك البيانات عبر الإنترنت وسيتم على أساسها تشغيل علبة صغيرة في الكمبيوتر تحتوي على مركبات تلك العطور.
الأنف عضو حسيّ قلّ تقيّمه …. وهو من روائع الخالق
هل تعرف النظرية القائلة : إنه بإمكان الإنسان التعرف على ما يقارب العشرة آلاف من مختلف الروائح ؟ وعليّه , حتى المختصين لم يتوصلوا لذلك ….
إن أنفنا يخبئ لنا المفاجآت ….
إنه يتوسط وجهنا ذلك القيّم , ولطالما تجاهلناه , وبفضله تتم عمليتا الشهيق والزفير بما يقارب ال 20000 مرّه في اليوم وهذا ما يحتاج إلى 12000 ليتر من الهواء .
بعضهم لا يرى أبعد من أنفه , وآخرون يحشرون أنفهم بمسائل لا تعنيهم … بعضنا يود إعادة تقويم أنفه و إلاّ اعتلى الموتارد رأس أنفهم وقليلا ً منهم من يتباهى بأنفه الجميل . وبشكل عام , لطالما نحقّر مما اشتّم من روائح ! و نراه أبسط ما تواجد فينا ,,, وعليّه , فإن قصص اقدم حواسنا يتبقى المصدر الحقيقي لدهشتنا أحيانا ً .
ثلاثة و ظائف رئيسّية :
إذا ما طرحنا السؤال … لم نحن بحاجه إلى الأنف ؟ وذلك ليشغل ثلاثة وظائف رئيسيّة :
« أولاً: لنشتّم الروائح , ويخدمنا أيضا ً في تنظيف الهواء المستنشق وتدفئته , وترطيبه , بالإضافة إلى انه يؤثر على اهتزازات صوتنا . وهل تعلم أن هذا العضو الحسيّ يلعب دوراً هاماً في اختيارنا للشريك ؟ … وللمزيد عن هذا الموضوع تجده في « جهازيّ الشم » .
تشريح الأنف :
يتألف أنفنا من الجزء الخارجي ( الشكلي ) وذاك الداخلي ( الحفرة الأنفية )
إن الشعيرات الأنفية تمنع دخول الأجسام الغريبة إلى الأنف . والقسم العلوي منه حيث مستوى الحاجبين تتواجد الجيوب الأنفية . ونجد أيضا ً الخلايا
الشميّة المستقبلة ويمكن تشبيهها بالأنتينا لأنها تلتقط الروائح . وهذه تمكننا من التميز بين العديد من الروائح . الجيوب الأنفيه ذاتها تتصل مع حبيبات شميّة وبدورها ترسل المعلومات إلى المخ ليفسرها ويسجلها ولهذا فإن الفضل في تمييز الروائح يعود إلى المخ .
الأنف الأمثل :
من يحوز على الأنف الأمثل ؟ لربما الفيل ؟ لا .. قطعيا ً لا … لدى هذا الحيوان حاسة شم متطورة للغاية , لكن الأنقليس ( الحنكليزة ) تمتاز بذلك الأنف المجهز بمليارات الخلايا الفعّالة .. ومهما كانت المصادر العلميّة فنحن لا نمتلك سوى عشرة إلى ثلاثين مليون خلية لحاسيّة الشم , وهذا لا يوصل الإنسان إلى الدسار والذي يجعله أقل حركة . فالنظرية القائلة : إن بمقدور الإنسان أن يميز حتى عشرة آلاف من الروائح .. عمليا ً لا يمكننا التمييز إلاّ بين 200 إلى 1000 رائحة بعيداً عن تسميتها جميعا ً ..
ويستطيع المختصون كأصحاب صناعة العطور تسمية ما بين 3000 إلى 5000 رائحة لكن الصحيح في الأمر يختلف حسبما هي المصادر العلميّة .
والقاعدة العامة تقول : إن للشابات قوة تميز فضلى على تلك عند الشباب . وفعلياً فإن هرمون الأستروجين الأنثوي يقويها في هذه الوجهة . وبسبب ارتفاع نسبة هذاالهرمون عند الأنثى , يسبب عند النساء الحوامل الكثير من الإزعاجات .
الأنف الأعمى :
إن غالبيتنا يحوز على أنف متطور إلى الحاله الطبيعية لتأدية عمله , وعليّه … إن بعض الأشخاص لا يشتّّمون شيئا ً فهن يعانين من الخشم ( مرض نقص القدرة الحسيّة على الشم ) وتقارب النسبة إلى 5% من عدد السكان الذين لحق بهم ذلك . ولا تقل النسبة عن 10% لمن تجاوزوا سن الخامسة والستون فهم معنيين بهذا الأمر .
وإن نتائج الخشم هذه غالبا ما تنقص من قدراتنا في بعض المواقف , ولهذا فإن الروائح الكريهة ( كتلكم الغازات الصادرة عن تصفية البترول) تتسبب في بعض المخاطر المفاجئة و لهذا فالأشخاص الذين يعانون من مرض الخشم يُأخذون في الحسبان .
جهازين لفعالية حس الشم :
يمتلك الإنسان جهازين لفعالية حس الشم أحدهما : للروائح العالية التركيز , والآخر لتلك الغير عالية التركيز .
إن الفضل يعود إلى الجهاز الأول والذي بواسطته نستطيع أن نشتّم روائح العطور , التعرق , الخشب , الورود وحتى الجبنة .
إن بضعة جزيئات من المركب كافية ليدخل في عملية التفاعل فعلى سبيل المثال : إن واحد ملغ من مستحضر الفانيليا يحتاج ما يساوي ألف متر مكعب من الهواء , وعليه لنتمكن من تمييز رائحة ذلك المنكِه يجب أن يكون تركيزه خمسين مره زيادة مع حجم الهواء المذكور .
أنوف المشاهير :
بالتأكيد ! إنه أنف كليوباتر( قبل الميلاد ) ملكة مصر وصديقة سيزار وآخر ملوك مصر. تماثيل عدّة تشهد على قياس هذا الجهاز وتحتل المركز الأول في الأنفة بين المشاهير ! مع أبو الهول ذلك الحارس لإهرامات الجيزة يتألق كل صباح حتى بغياب أنفه… وغيابه غير معروف حتى الآن .
ويخبئ لنا الأدب بين صفحاته بعضا ً من الزوائد الأنفية الشهيرة ..ومن منا لم يقرأ عن بن أوكيو وأنف ذلك الكذاب ؟ ولا ننسى الأنف الكبير لسيرانيو دوبيجراك , أو أنف النابغة جان بابتيست لا يتراجع أمام التحدي لينال السمعة الطيبة !
وأنف الجنرال ديغول صانع صبغتهم !
ترجمة : من مجلة طبية sanitas
09.03.2010 فاطمة الحسامي