مقاييس
وجدوا للاطوال مقياس و للحجوم , وكذا للاوزان وأخر للسرعات
وحتى للاستطاعة ولشدة التيار , وللقوة كلها تقاس وتعد وتحسب
ولا ننسى مقياس الزمن منذ الازل وحتى العصر الحاضر يتراكض ويتسارع ويتزاحم مع العمر والايام و ليرّكب السنين ومن ثم دورة الحياة …
للماديات مقاييس ماديّة .. وللمعنويات ؟؟ هل وجدوا لها مقياس ؟
لا .. ولن يجدوا تلكم المقاييس .. حتى ولو حسبوا نبض الانسان ..
يتسارع ويتباطىء حسب المعنويات والحساسيات ..
هل للسعادة وللحب وللكراهية , وللبغض مقياس ؟؟
عرفت السعادة فراشة تتراقص في جنائن الحب الرحبة
وعرفت الابتسامة شمس تنير القلوب الدافئة …..
وعرفت الانسان بشقيّه الخيّر والبغيض , الابيض والاسود ولكن !!
لم أعرف الشفقة سوى على الطفل ذلك الاناء النظيف من الشر …
المقبل على الحياة , يلعب ويركض تحت شمس الحنان الدافئة …
الى أن دخل جنّة الارض اليانعة .. وطار كالعصفور من شجرة الى اخرى ..
فرح يقظ , يداعب الطيّور … ويرتفع صوته عاليا فوق الاصوات مغردا .. مغنيّا ..
وكبر واشتد عوده وأخذ يرتفع فوق الجبال وينظر الى جنته الغانيّه..
فاذا بها صغيرة .. رائعة … ارتسمت بين الجبال بكل ما فيها من قدرات الخلا ق ..
ولا ننسى قدرات الانسان ذلك الكبير الذي عمل الكثير الكثير .. من مقاييس الماديات
ولن يقدر ما سعى لان يجد وحدةلقياس السعاد ة
فاطمة الحسامي
جنيف في 18 ابريل 1996