الاب خالد محمد الحسامي وزوجته نيهة بنت حافظ الجندلي
من اليمين بهجت الجندلي بن حافظ محمد الولد ابكر بن خالد الحسامي وشقيقة الاكبر نذير صورة تمثيليه
للاخوه محمود وشقيقتهم مريم ومصون وعد الواحد
شخصيات الرواي
قصة جدنا خاد احسامي
اجزء الاول والثاني
شخصيات الروايه .
حافظ الجندلي والد نبيهه الجندلي – زوجة حالد الحسامي
اولاد خالد من ز وجته الاولى انيسة الجندي – محمد – خديجة – مطاع
اولاد خالد من ز وجته الثانيه نبيهه الجندلي . نذير – محمود – عبد الواحد – مصون – فاطمة و مريم
الاحفاد. من محمد خالد- بشرى – فرحان – بشار –– و يسرى
من خديجة عبد السلام – عبد المهيمن-عدنان – سلمى –راجيه
من مطاع خالديه و خديجة
من اولاد نبيهه
من نذير خلدون تمام وعزام ميسون فتون و رغد
احفاد نذير وليد ونذير
من محمود نبيه و نادرة
احفاد محمود محمود
من عبد الواحد احلام حلمي و سلام من زوجته الثانية فاطمة رجوب عبد الرحيم – عبد المالك – عبد الله ا
من مصون سلوى رامز و نائل
من فاطمة راميه وسام نضال و صهباء
من مريم نجوى ندى وهاله ناصر و ايمن
المقالة بقلم نبيه محمود الحسامي – صحفي مقيم في جنيف
حكاية الرجل الدي فقد ثراه
HISTOIRE DE L’HOMME dont les cendres mortels sont perdus
قصة واقعيه جرت احداثها في مدينة حمص مع بداية الحرب العالمية الاولى تروي حياة رجل غني و عائلته عاش في مدينة حمص ايام الحرب العالمية الاولى تمتد احداثها على مدى 100 عام
قصة من تاليف نبيه محمود الحسامي صحفي مقيم في جنيف …
الجزء الاول ,
الفصل الاول زواج بعكس السير
1. زفة العروس
2.
في صبيحة الثالث عشر من ادار عام 1917 تحركت عربة يقودها سائق الاغا حافظ الجندلي من بيتهم في باب هود الى بيت قريب من نفس الحي في حمص وتحمل العربة معها صناديق لعروس ستزف زوجها.. وصلت العربه الى بيت خالد الحسامي تحمل الحقائب و-البقج- وقام السائق بتنزيل حمولته التي احتوت على جهاز العروس وتم نقل الامتعة الى داخل الفناء الى
ودعها في مساء دلك اليوم والدها حافظ والدمعة في عينيه لقناعته بانه باع ابنته لرجل غني وافق على زواجها تحت ضغط الاعتبارات الاجتماعية فالعريس خالد الحسامي كان يكبر العروس نبيهه الجندلي ب 35 عاما وهدا زواجه الثاني اد كان العريس دا مرتبة اجتماعية مرموقه ثري ابن تاجر ورث من ابيه ثروة هائلة اذ دفع مهرها كما قيل طاسا مليئا بالذهب
ترجلت العروس من العربة ووصلت بيت عريسها خائفه لمستقبل غامض قيل لها ستلعبين هناك وكان في استقبالها زفة العروس وزغاريد اخواتها وبناتهم وخادمة وفيه كانت قد عاشت في بيت الاغا حافظ واسمها مريم ….تزوجت وعمرها 14 عاما حملت معها قصصها التي كانت تجمعها بعد ان تركت المدرسة بسبب حنق والدها بعد زيارة للمفتش التركي للمدرسة الذي سالها بعض ا لاسئلة فاجابت عليها بدكاء اعجب بها – عفرم عفرم – ما ا سمك واسم ابيك قالت له نبيهه يا سيدي والدي حافظ الجندلي ولدى عودتها للمنزل قصت نبيهه على والدها ماجرى.فبدى عليه علائم الغضب وقال لقد عرف المفتش من انت ومن ابوك والله لن تدهبي المدرسة بعد اليوم ..
وهكدا حرمت نبيهه من فرصة التعليم وبقيت في البيت وكبرت نبيهه وكان همها الاول ان تعيش حياة الطفولة الرغيده قرائة القصص حب السمر وتعلمت العزف على العود وكانت تروي لضرتها انيسه الجندي القصص وهي الوحيدة التي كانت تسمع لها اما محمد ابن زوجها كان يسايرها في العمر وكان ودودا فهي قبل كل شي خالته وزوجة ابيه وظهر خالد االعريس في ابهى زي يوم عرسة ولبس طربوشا جديدا وعباءه وتطيب بالعطر فنادي الحضور بحياة العروسين
وعندما دخل خالد الى مخدع زوجته نبيهه بهره جمالها وبالرغم من فلرق السن فقد بدى خالد فتيا ونبيهه لعبة جميلة في بيت هدا الرجل المتصابي ….. كان خالد رقيقا حنونا وهكدا اطفا العروسان النور ليدخلا في حلم الزوجية …
هكذا كانت ليلة العرس لرجل ضاقت به الحياة امام مشاكل يومية مع ابنه محمد ومع زوجته الاولى انيسة الجندي ….وكان ابنه الاصغر مطاع شابا يافعا قوي البنية .
دفع توفر المال خالد لحياة رغيده وقد ساعده ابنه الاكبر محمد في تسيير امور الأعمال دكانه الدي ورثها عن ابيه … لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ….
وكان لخالد ابنة واحده اصعر من محمد واسمها خديجة تزوجت هي صغيرة من رجل عطار مسن الشيخ عبد الله عيون السود ورزقت منه ثلاثة اولاد وابنتان .
سر الكنز الدفين
كان بيت خالد في باب هود مولف من فناء ارضي تتوزع عليه 6 غرف وايوان والايوان في توزيع بيوت دلك الزمان عباره عن صالون كبير مخصص للضيافه والاستقبال وطابق علوي له مدخل مستقل بالاضافه الى بيت المؤونه يجمع فيه مؤونة الشتاء من سمن وزيت وقمح .
دفع نبيهه الفضول لاكتشاف بيت الزوجيه الجديد فدهبت الى بيت المؤونه راعها قطعة مدلاة على الارض عى شكل مزلاج وكانها باب لقبو حاولت وبجهد تحريك المزلاج فارتفع غطاؤه واد بدرج قديم دخلت الدرج وهبطت 6 درجات فرأت انيه قديمة واغطيه من كتان وصواني ونحاسيات محفورة باسم صاحبها الثري خالد وقربها وجدت جرارا 6 مغطاة بقطع قماشيه فتحت واحده منها فدهشت عندما رات ليرات ذهبيه يلمع بريقها تلمست بيدها الجرارا الخمس فوجدتها مليئة بالذهب خافت في بداية الامر ثم عادت واغلقت باب القبو…وعند عودة خالد كاشفته ىبما رات فقال لها ببرود هدا رزق المرحوم ابي الشيخ محمد الدي توفي ولم ارغب التصرف به وكان الناس يجدون فيه البركة فهي اموال جناها بامانة وورع وتقوى كان الناس يتباركون برزقه رحمه الله ….
فهمت نبيهه ان زوجها رجل مترف يمتلك ثروة هائلة وله ماض عريق ….
. كان الناس في دلك الحين تجمع مالها وتخبؤه في مكان امين بالبيت لعدم وجود المصارف .
عاشت نبيهه هده الفترة بدعة وكانت تحب جمع اصحابها بما يسمى بالصبحيه تجتمع النساء وتتبادل اخبار الحي كان دلك بالمجتمعات الغنية الميسورة
لم تكتم نبيهه ما شاهدته من مظاهر الغنى لدي زوجها وسرت بماشاهدته لاخويها بهجت وصالح وكانت نبيهه تروي لزوجها قصصا تسمعها من خلال جلسات النساء …وكانت متحدثة بما تنقله من حلو الكلام تميزت هده الفترة من حياتها بالرخاء ورغد العيش.
لكن هدا الحال لم يدم طويلا اخبار الحرب طغت على كل شي قرار تجنيد الشباب
يتبع الحلقة 2 من قصة الرجل الذي فقد ثراه
والسفر اخبار الجبهه اخبار المال لا تسر فصدرت قرارات الباب العالي في الاستانه بجمع الدهب وتحويلة بالعملة التركيه لتوفير ما يلزم للمجهود الحربي وكان هدا القرار اثر سلبي على حركة الاموال وبدء مرحلة من الكساد والانكماش الاقتصادي.
زادت الديون وقلت العائدات وبديهي ان يتاثير خالد كغيره من التجار وانعكس دلك في سلوك الناس شعور بعدم الاستقرار والخوف من امتداد الحروب .
وبدت وطأة الحرب تظهر على نفوس الناس وكثرت اعمال النهب وتردت الاوضاع الامنيه مع ارتفاع الاسعار فزاد الفقير فقرا وشعر العالم ىالجوع وكثير مايلقي الناس باللائمة على الحكومة التي لا توفر فرص العمل.
في بيت خالد بات شعور بعدم الرضا محمد الكبير ومطاع الأصغر.. شعرت نبيهه باثار الوحام في حملها الاول ضاج مطاع وتغير سلوكه وكثرت المشاجرات مع والده وامام هدا الافلاس طللب مطاع من ابيه مبلغا من المال للسفر فلبى خالد طلب ابنه على مضض وتوجه الى اللادقيه وسافر دون رجعه وترك ابنة صغيره من زوجته لم تعي اباها واسماها خالدية .
هكدا فرغ المنزل من الولد المشاغب مطاع وحل هدوء نسبي انشغلت نبيهه بوضع طفلها الاول نذيرو كان ذلك في عام 1919 وكان اخويها بهجت وصالح يزوراها من حين لااخر اما بهجت فد التحق بالجيش التركي وكانت رتبته ملازم اول في هده الفترة توفي والد نبيهه حافظ الجندلي ولحقته والدتها باشهر شعرت نبيهه بالوحده بعد فقدان والديها وكان خالد يبقى كثيرا في البيت واصبح قعيد البيت فاخبار المال والاعمال غير مرضيه واصبح في قلق دائم حول اموال ادانها للناس واصبحت الاسرة تنهل من مدخراتها .
تزوجت خديجة اخت محمد من الشيخ عبد الله عيون السود العطارورزقت 3 صبيان عبد السلام وسلمى
عبد المهيمن وعدنان وراجيه
حادث يقطع وحدة المنزل… جريمة نكراء
عاد بهجت في اجازة الى بيت والديه بحمص وفوجي بوفاة والده ووالدته بعد غياب طال اربع سنوات في الجيش التركي و التقى اخيه صالح وكان بهجت ضابطا في الجيش التركي بمرتبة ملازم اول ودار حديث مع اخيه صالح محورة تركة الاب وتوزيع الارزاق لكن بهجت خرج من هدا اللقاء مكفهر الوجه و كانه يبيت امرا ما في نفسه فوجد مريم الخادمة ترضع ابنتها حفيظه..
من هو اب الطفلة هو حافظ الجندلي اذا مريم اصبحت احدى زوجات حافظ وهي الخادمه التي عملت سنوات في خدمته لم يرق له ما حصل فبادرها بالسؤال عن اخوته:- رفعت راسها واجابت بجفاصه- مما زاد غضبه وشعر ان نفودها في البيت قد ازداد لغياب من يقف امامها فهزته كلماتها عن اخوته واصبحت ترفع صوتها مما زاد من حنقه فاندفع نحوها وبقوة فردته على اعقابه وكادت تضربه فما كان منه الا ان سحب مسدسه واطلق ثلاث طلقات طرحت بها ارضا واخدت تتضرج بدمائها الى ان فارقت الحياة كانت مريم جميلة استولت على قلب حافظ لكنها كانت داهية وذكية … وقف بهجت حائرا ما ذا يفعل… لقد ارتكب جريمة …فتح الباب وذهب الى بيت اخته نبيهه وعندما فتحت له الباب كان وجهه شاحبا …مابك يا اخي
فروى لها ما فعل فالت توارى عن الانظار فتح الباب ولم يعد. وكان لبهجت عدة اولاد اكبرهم ممدوح واصغرهم ليلى وعبد الرافع بقي الاولاد في عهدة صالح ..
وهكدا دخل هدا الحادث الاليم في ذاكرة نبيهه اما خالد قابع في البيت يعيش حياة زاهد وبعد وفاة والد نبيهه ووالدتها شعرت انها اقرب لخالد وزال نسبيا عامل الوجاهة وبقي صالح الاخ الاكبر القوي المغوار الذي لا يخفي مطامعه باخته وثروتها التي باتت تتضاءل اما مطامع الجميع من حولها .
حملت نبيهه طفلها الثاني محمود والفارق بينه وبن اخيه نذيربالعمر 3 سنوات وانشغلت بتربيه طفليها اللدان انسياها الام الوحدة وضائقة الحال وشكوى زوجها .ويبقى محمد الدي يعمل نيابة عن ابيه وكان يقيم مع اسرته في البيت لكن علاقتها بصالح لم تكن على مايرام
في ذات صباح دق باب منزل خالد واذ بصالح يحمل معه الهدايا من لبن وقشطة ولحوم فقد ادخل لزيارة اخته رونقا فكان خالد داخل المنزل عندما سمع صياحا في الغرفة المجاورة اذ كان هدف صالح ان يحصل على تنازل من اخته على خان كانت تملكه في طريق حماه فغضب خالد ودخل عليهما وكانت تحمل ورقه تنازل كادت ان توقعها لاخيها الطامع… تقدم خالد صائحا بوجه صالح :وصلت بك المطامع لهذه الدرجه ومسك بالورقة ومزقها ..
.ودارت الايام ورحى الحرب دائرة و تتناقص موارد العائلة و تزداد عزلة خالد لقد اصبح مثل اثاث البيت … بعد أن كان يمضي أياما مع زوجته في لعبة- البرجيز- و يضع قطع ذهبية أمامها , وزادت الحرب من كابة المنزل إلى ان عاشت البلاد مرحلة انتقالية كبيرة مع أخبار الثورة العربية الكبرى , وظن الناس أن الانكليز أو الفرنسيين على الابواب لدخول دمشق , إذ وضعت المنطقة لنظام التقسيم بعد هزيمة العثمانيين » في الحرب » و نجاح مراسلات مكماهون المتنفذ الانكليزي في فلسطين و وعودة بدخول الغرب إلى منطقة الشرق الاوسط , بعد تركة الرجل المريض .
كان محمد ينقل أخبار الجبهات و يتحدث للناس عن قرب الفرج , فنهاية العثمانيين معدودة والوعود بعودة الرخاء الاقتصادي بعد ثورة الشريف حسين في مكة و تحول أولاده وأكبرهم الامير فيصل إلى سورية …
الجزء الثاني
الانتداب الفرنسي :
أمام هذه التغييرات الكبيرة و وعود الغرب بدخول الشرق الأوسط بما يعرف باتفاقية -سايكس بيكو- و تقسيم سورية و العراق و فلسطين , فكان دخول الجيش الفرنسي في معركة حاسمة » ميسلون » الحد الفاصل بعد استشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة .
دخل الجنرال الفرنسي غورو كالديك المنتصر إلى دمشق و كانت اول زيارة له لضريح البطل صلاح الدين الايوبي و وقفته الشهيرة امام الضريح : ليقول : ها نحن عدنا ياصلاح الدين … و بالرغم من الحزن الذي ران بانتصار فرنسة و دخولها سورية لكنه قوبل بالفرح لدى الناس للتخلص من العهد العثماني البائد .
تغييرات كبيرة شهدتها سورية مع بدء عهد الانتداب الفرنسي …
عندما أعلن في حمص ان أول قطار سيصل المحطة متجها إلى الحجاز ليقرب المسافات أمام الحجاج … خرج أهالي حمص لمشاهدة الحدث ورؤية القطار البخاري في المحطة و خرجت نبيهه و أولادها إلى المحطة لمشاهدة الحدث . و قامت حكومة الانتداب الفرنسي في تحديث البنى التحتية للمدن السورية , كمد كهاريز الصرف وفتح الطرق وتىعبيدها ومد السكك الحديدية و دخول الكهرباء إلى المدينة و شعر الناس بخدمات الفرنسي الذي انتدب على البلاد , و أصبح تدريس اللغة الفرنسية في المدارس إجباريا بعد إعادة هيكلية العملية التربوية و أصبحت الادارة الفرنسية نافذة . و يروي محمود ثاني ولد لنبيهه عن جاره الفرنسي , مسيو أوزو الذي كان يلبس القبعة و يقود الاتوموبيل .
تعلم محمود الفرنسية في مراحله الاولى , و أحب اللغة الفرنسية أما شقيقة نذير فقد اهواه الشعر و الادب و بدا بتدريس اللغة العربية في المدارس قبل ان يجد عملا في مديرية المال في حمص . كان عبد الواحد الولد الثالث و مصون اصغر اولاد نبيهه .
الفصل الثاني :
الحياة تحت الانتداب الفرنسي و عائلة خالد و نبيهه:
زيارة مفاجئة :
مع بداية خريف عام 1936 دق رجل باب التاجر خالد في باب هود في حمص و سأله الحضور إلى المستشارية الفرنسية في السرايا ..طالبا من خالد لقاء المستشار الفرنسي على الحال في السرايا . في اليوم الثاني لبس خالد طربوشه و ثوبه الجوخ الجديد ذو اللفة المطرزة و استأجر عربة للتوجه إلى السرايا .. عند باب المستشاريه أعلن عن هويته و دخل مكتب المستشار فاستقبله الموظف مرحبا به , وطلب له فنجانا من القهوة… جلس خالد و إذ بالمستشار الفرنسي يدخل مرحبا به و معه مترجم و خلال الحديث فهم خالد ان مندوبا لبنك فرنسي كبير » كريدي ليونية » طلب مقابلته نظرا لصيته في الثراء في المدينة و علم أن فرنسا تدرس من خلال بعض المتنفذين فتح بنك في سورية على غرار بنك سورية و المهجر في لبنان . سرّ خالد كثيرا لهذه الثقة بامكانياته وصيت ثراه و شكر المستشار على هذه الدعوة .
و عندما عاد إلى بيته أخبر زوجته نبيهه ما نقله المستشار الفرنسي .
لكن و لسوء الحظ كانت موارد خالد قد شحت بالفعل بعد الحرب العالمية الاولى , ولم تأته الأموال التي أدانها للناس لقد بددت أخبار الحرب الأمال فأين تأتي الموارد , و هذا مما زاد قنوطة و حزنه لقد شعر بالعجز لم يعد بين يديه الذهب , فجلس صامتا غاضبا ، و يروي أحد أولاد عمه : أنه كان يسير في الطريق شاردا مفكرا لا يرى أحدا و عندما يمر في سوق التجار أمام محلات أقاربه , و منهم من كان يناديه ! الحاج خالد أين أنت ؟
وهكذا كانت الفترة العصيبة قد انعكست على مزاج خالد في المنزل و توترت أعصابه ماذا تفعل زوجته نبيهه تشاهده كل صباح يحمل الفرش و الاغطية لينشرها على الحبال و يجلس وحيدا في غرفته لقراءة القران الكريم , أما على صعيد الحياة العائلية بدأ الانفراج رويدا رويدا مع غنى الحياة العامة .
أحضر محمد مرة صندوقا عجيبا إلى المنزل … أعجب الجميع و قال لهم : سأريكم ماذا يفعل هذا الصندوق؟ كانت الكهرباء من الخدمات الاولى التي أسرعت فرنسة بايصالها إلى البيوت , فوصل محمد هذا الجهاز بمنشب الكهرباء فاشتعل ضوء أخضر و بدأ يحرك زر ذات اليمين و ذات الشمال و إذ بصوت يخرج من العلبة السحرية » إنه المذياع » كانت فرحة الجميع كبيرة عندما سمعوا صوت المذيع في القاهرة .. قبل أن تبث إذاعة دمشق برامجها . أدخل المذياع السرور إلى العائلة لسماع الاغاني ، الأخبار و الموسيقا… أما محمودد الولد الثاني قد انغمس في دراسة اللغة الفرنسية , و كان يحمل كتابه إلى مقاهي المدينة ليقرأ و يتعلم و مرة كما روى لأولاده وقفت سيارة من المستشارية الفرنسية و سألت عنه و اقترب منه رجل يطلب منه أن يرافقه للقيام بالترجمة و بالفعل ذهب محمود بصحبة السائق في مهمة للترجمة للفرنسية , شجعته كثيرا دراسته هكذا بدأت الحياة الثقافية تنتشر في حمص و شعر أولاد خالد بالحاجة لمواكبة روح التطور .
حادث أمني :
في إحدى الليالي عاد محمود إلى منزل والديه متأخرا و كانت أمه نبيهه بانتظاره لأنها رأت مصباح غرفته مازال مغلقا و بالتالي فإن محمود ليس موجودا .ماهي الا ساعة يدق محمود الباب , و وجهه مخطوفا فبادرته بالسؤال لماذا تأخرت يا محمود و حاولت أن تهدأ من روعه … روى محمود قصة غيابه قائلا كنت عند صديقي شاكر الفحام أدرس الفيزياء و الرياضيات و بيته كما تعرفين تحت السيباط في حي باب تدمر , و عندما خرجت من بيته القريب من سوق الخضار القديم و انا في الطريق أسمع ضجيجا في زقاق مظلم حيث اجتمع الشبان يتحدثون عن خطة لمداهمة بيت فعرفت أنهم لصوص , فخفت و تواريت في زاوية الطريق لأسمع ما يقولون . كان كبيرهم يتحدث بلغة قاسية وهم على وشك مداهمة أحد البيوت … تواريت عنهم ولو أنهم شاهدوني ما كنت أخرج حيا ..عندما سمعت نبيهه ما قاله محمودعانقته قائلة حمدا لله على السلامة …عليك الا تتأخر ليلا في الايام القادمة فالطرق غير آمنه , وهكذا كان محمود شاهدا على غياب الامن قبل أن تسير سلطة الانتداب دوريات الشرطة و الدرك و أصبح ما يعرف بالحارس في كل حي , يقبع في كولبة خاصة للقيام بحراسة البيوت …
تطورت الحياة الثقافية في المدينة و شعر أولاد خالد بالحاجة إلى مواكبة روح التطور… وقبل ظهور السينما كانت حانات المدينة مليئة بالهدايا و الصور و بدأ نظام المقاهي يحل رويدا رويدا محل نظام المضافات , و وكان الشباب من قبل يمضون أوقاتهم في المضافات فلكل عائلة مضافة إلى أن افتتحت المقاهي العامة و تكاثرت مثل مقهى الهلال و المقهى العالي و مقهى الفرح وهكذا ….
و كان أصحاب المقاهي يحاولون إدخال السرور على روادهم باستئجار الحكواتي الذي كان يقعد لى دكة ليروي قصصا مثيرة مثل قصة عنترة بن شداد و الشاطر حسن و سيرة بني هلال و كنت ترى الناس يتحولقون حوله , لسماع آخر أحداث القصة المثيرة و كثيرا ما يشاركون الحكواتي انفعاله فكنت تسمع صياحهم أو تشجيعهم لبطل القصة …
أما في البيوت فكانت النسوة يتوجهن إلى حمام السوق و يحملن معهن مالذ و طاب من المأكوت و الشراب , و كان نظام الحمامات العامة تحدد أياما للرجال و أخرى للنساء و كان دلك اليوم بالنسبة لهن يوم متعة للسيدات و الفتيات ويحملن معهن البقج وما جد من الثياب و العطور , و كانت السيدات تتعرف على فتيات الحي من خلال ارتياد الحمام إذ تصطحب الامهات بناتهن في أجمل أناقة ليعرضنها على سيدات الحي فهده طويلة وهذه قصيره كما يكشف الحمام عيوبهن ومن خلال التواصل لا تخلو جلساتهن من السمر , إلى أن تصل هذه المعلومات عبر الرجال و إلى النساء لذلك كان الرجال يحترسون من نقل أخبارهم أمام النساء اللاتي كن يثرثرن في جلسات الحمام , لم تكن نبيهه تصحب بناتها كثيرا إلى الحمام حيث يتحممن في المنزل في غرفة كبيرة . أما في حمام السوق يجدن متعة خاصة .
و هكذا كانت الحياة في ثلاثينات القرن الماضي .
تأهيل الشباب :
كبر أولاد نبيهه و اصبحت فاطمة كبرى بناتها في سن الزواج و الأم تجلس مع صديقاتها من سيدات الجوار لتناول القهوة صباحا في فناء البيت , و كان من بينهن أم محمود الملوحي , و التي كانت تتردد على بيت نبيهه و تستمتع بجلساتها الطويلة , فعرضت أم محمود على نبيهه أحد أقاربها و كان شابا قد تخرج حديثا من مدرسة الصناعة فوجد في بيت نبيهه و خالد الحسامي ضالته بطلب خطوبة الكبرى فاطمة …
و كان الامر قيد التشاور , و كان الأب خالد بعيدا كل البعد في همومه الداخلية , لكن العريس الجديد التقى بعروسه في بيت أهلها و طلب مبلغا من المال للقيام بمشروع في بلدة السلمية , و كان المشروع يتضمن بناء محطة لتوليد الكهرباء في المدينة .. وافقت نبيهه على تأمين مبلغ كبير لشراء آليات ميكانيكية للمشروع لبناء مستقبل الشاب وتشجيعه ويتوقف الامر على بيع بعض الاارضي .كانت فاطمة جميلة ورزينة بيضاء البشرة كامها نبيهه فكان زواجها على عجل نظرا لظروف العائلة ويبقى محمد كبير اولاد هخالد عازبا لان مسوولياته كبيرة وزواجه يتوقف على مزاجية والده وامرأة ابيه نبيهه …
وهكذا تم زواج فاطمة على عبد الحميد الملوحي وكان في عام 1943 أما بقية الشباب نذير ومحمود و عبد الواحدد فالأول عين في مديرية المال بحمص و كان يهوى نظم الشعر , ومن خلال قراءاته تلقى خبر تعينه في مديرية مال اللاذقية كمفتش , فقرر الذهاب إلى عروس الساحل , فأما محمود و عبد الواحد و مصون كانوا في عالم اخر
… إذ ركز عبد الواحد و أخواه على ضمان حقوق الميراث لاخوته فضغطوا على والدتهم لضمان حقوق الفرز للبيوت لأن خالد فقد الكثير من أملاكه و بدأ السباق على توزيع الملكيات و البيوت من ورثة نبيهه حيث مورس الضغط عليها لتخصيص بيوت لأولادها ، و كان خاد الأب في حيرة من أمره إذ بدا محمد الولد الكبير في حالة يأس أمام جشع أخوته من زوجة ابيه ا الثانية نبيهه االجندلي .
في تتلك الاثناء عرض محمد الزواج من فتاةة حمصية تدعي مطيعه سيد سليمان وهي شقيقة زوجة بهجت الجندلي اد كان محمد عل علاقة طييبه مع بهجت لكن هده العلاقة لم ترق لنبيهه ورات فيها التفافا على مصالحها فكان جواب خالد الرفض لهدا الزواج الح محمد ولم يسمع سوى التهديد من والده… لن تبقى في البيت يوما واحدا ادا تزوجت… لمادا… وتدور الايام يفاجئ محمد اباه وخالته بمشروع زواجه غضب الاب وطلب من محمد مغادرة البيت فورا وحمل متاعه فما كان منه الا ان استجاب وترك بيت والده ليحمل عروسه الى بيت استاجره في حي الخالديه الى ان تم الزواج …
لكن محمد و المعروف بتقواه و طاعته لأبيه لم يخرج ن إرادته رغم طرده
في هذه القسمة الغير منصفة و كان يقول لأبيه لقد و صلني نصيبي..
كانت الأسرة مجتمعة في بيت باب هود مركز المدينة و كان لخالد أرضا أو خان على طريق حماة. و كان يشغل الطابق العلوي من أحد البيوت على طريق حماة دائرة الشرطة أو ما يسمى » الكرلكون » و ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي .
الحياة السياسية و الوعي الاجتماعي :
عاشت مدينة حمص مع الحراك الوطني ذلك الحين و الهادف لاخراج المستعمر الفرنسي من البلاد … فبرزت أسماء من أمثال هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية و التي كانت مكلفة بالمفاوضات مع فرنسة … و يشارك مع هذه الكتله عدد من الوطنيين من أمثال جميل مردم بيك في دمشق و فارس الخوري و غيرهم … و كان لهاشم الأتاسي دور هام في نشأت أولادهم على العلوم و اللغات ومنهم من درس في الأستانة و بيروت , منهم هاشم الأتاسي و الذي عمل في دمشق ضمن الكتلة الوطنية … لم يكن لأسرة منير أي دور في هذا الحراك الوطني ـ إلا أن كبيرهم نذير دخل جزئيا في هذا الحراك و قد قيل أنه خرج مرة في مظاهرة تدعو لرحيل المستعمر الفرنسي …بعد أن ضرب الفرنسيون البرلمان في أواخر الثلاثينات و كان الجو السياسي العام في غليان لحصول سورية على الاستقلال و كانت فرنسة مقسمة بين قيادتين بوتان و فيشي و زعيم فرنسة الحرة كان ـ شارل ديغول ـ و كان يوجه رسائلة من المنفى في لندن داعيهم إلى الاستقلال وفي خضم هذا الحراك وعد شارل ديغول سورية بالاستقلال إذا ما تحررت بلادة من النازية الألمانية , قبل الانزال الكبير الأمريكي البريطاني في نورماندي وما أن تحقق ذلك في الأربعينات وفىّ ديغول بوعده وزار حمص بين المدن السورية …بهذه المناسبة نظمت محافظة المدينة حفل استقبال كبير لزعيم فرنسة شارل دغول و الذي بدا زيارته للمدن سورية ابتداءا من حلب و مرورا بمدينة حمص متوجها إلى العاصمة دمشق , دعي إلى هذا الحفل طلاب المدارس و أخذت المدينة زينتها لاستقبال القائد الفرنسي الكبير …
كان هذا العام زواج البنت الصغرى مريم و على غرار شقيقتها الكبرى فاطمة استفادت من خلال علاقات الوالدة بصديقاتها إذ كان لنبيهه صديقة من أصل تركي تدعى » أم محي الدين الدوخي » و كان لها ولد يعمل في الخدمة العسكرية للجيش الفرنسي بمرتبة ملازم أول و تم الاتفاق على خطبة صلاح الدوخي لمريم و هكذا سارت الأ مور وتم الزواج بينهما عام 1946 في العام الذي استقلت فيه سورية…أما بقية الشباب عبد الواحد ومحمود و مصون فلم يتحقق زواجهما قبل البحث في وضع الأخ الكبير الذي كان مستشارا في مديرية المال في اللاذقية …. حيث نسج قصة حب مع فتاة من عائلة ارستقراطية , و كان قد اصطحب معه شقيقة الأصغر مصون .
عاش نذير حياة رغيدة في اللاذقية و كان شابا جميل الطلعة موهوب بما ينظمة من أشعار , و كان أخوه مصون ر يتوق لتقليد أخيه لهذه الموهبة … و لنعود إلى محمود و عبد الواحد في حمص لم يكمل
محمود دراسته نظرا لحياته الفردية , و كان ينهل من دراسات فردية في الأدب العربي و الفرنسي و كثيرا ما كان يحمل كتابه لينتقل إلى مقاهي المدينة لمراقبة الناس , و قراءة الكتب فأحب المجتمع محللا و ناقدا , اما أخوه عبد الواحد الذي يصغره بستة سنوات تعرف على فتاة من عائلة حجوا لرفاعي من حمص , و كانت والدتها أم حسين صديقة مقربة من نبيهه و هكذا تم زواج الولد الثالث عبد الواحد و بعد عام رزق طفلة أسماها » أحلام » , بينما محمود الولد الثاني ذهب إلى لبنان مع ثلة من أصدقائة تعرف عليهم في المقهى و دعوه لزيارة لبنان …اصطحب في الزيارة الثانية والدته نبيهه لمشاهدة العروس التي كانت قد فقدت أمها و كانت كبرى اخوتها و حين عودتهم إلى حمص أرسل والد العروس ابنته إلى قريبة لها تعيش في حمص و كانت هذه الزيارة على نية الزواج … أ فد رزق محمود ولدان صبي و بنت و التحق في السنة التي تزوج فيها بمديرة المعارف وعمل معلما في إحدى القرى وكذلك عبد الواحد كان معلما أيضا
و إذا ما عدنا إلى منتصف الأربعينات بدأنا نشعر ببوادر الأزمة ..
زواج الإبن الأكبر محمد
لم يكن زواج الإبن الأكبر محمد يسيرا نظرا لإعراض زوجة أبيه نبيهه وهو الرجل المطاع الذي لم يعص والده يوما حينما طلب للزواج مطيعة السيد سليمان وهي شقيقة زوجة بهجت الجندلي اعترضت نبيهه على هذا الزواج كما لم يوافق خالد الأب عليه لدوافع غير معروفة و لعل رغبة محمد من التقارب
من عائلة السيد سليمان أثار بعض الشكوك لدى امرأة أبيه نبيهه نظرا لحرمانه من الميراث وقد ألح محمد بطلب الزواج وهو لا يملك الكثير و عندما اشتكى لحماته ضعف الحال قالت له : ما معك يابني ؟ قال لها قشة على هذه الأرض ! أجابته بالقبول و تم الزواج عام 1925 مما أثار غضب أبيه عندما علم بهذه الصفقة و قال له : تطلقها في الحال و إلا لن يكون له مكان في هذا البيت ز.. و بالفعل خرج من بيت أبيه واستأجر بيتأ و ضع متاعه فيه , و تزوج من مطيعة السيد السليمان في هذا البيت بعد خطوبة دام أربع سنوات …و خف ذلك المشكل ألما لدى أسرته ورزق محمد عدة أولاد أكبرهم خالد 1928 وتكبرة أخت اسمها زبيدة ومن ثم فرحان ـ بشرى ـ و بشار ـ و يسرى .
الفصل الثالث الهروب الكبير:
احتفالات سورية بعيد الاستقلال ..لم تمنع المشاحنات الداخلية في أسرة خالد من المشاركة في نيل سورية إستقلالها , فقد أعدت بلدية حمص و المحافظة لتنظيم عرض مهرجاني شاركت فيه المؤسسات للتعبير عن الفرحة بهذا الحدث الوطني و وواكبت هذه الاحتفالات زيارة فاطمة برفقة زوجها و ابنتها لزيارة والديها … و قام الجميع بمشاهدة العرض الذي تقدمت فيه الخيالة الموكب وثم بعد ذلك الفرق الكشفية التي كانت تعزف أجمل الالحان , وبعد الحفل عاد الجميع إلى البيت لوجبة غذاء أعدتهانبيهه لابنتها و أولادها .
شعر الجميع خلال هذا الحفل أن خالد لم يكن على ما يرام , فقد آثر البقاء للراحة في غرفته , و كان عبد الحميد زوج فاطمة قد وعد نفسه بالحصول على مبلغ من المال لتمويل مشروعة , وكانت قد أعدت له نبيهه هذا القرض … أما مريم الصغرى فقد تم عقد قرانها في تلكم الفترة على الضابط صلاح الدوخي و الذي كان يعمل في الجيش الفرنسي , و سكنت مريم في حي باب هود مع زوجها ورزقت خمسة أولاد ثلاث بنات و صبيان . بدأ الجميع يشعرون أن أباهم حالد لم يكن مسرورا فجفاف الحياة العاطفية و عزلة الاب زاد من كآبة الجو في البيت , و كثيرا ما كانت نبيهه تأنب زوجها خالد لمواقفه أمام أولاده , وفي ذات يوم بحث الاولاد عن والدهم فلم يجدوه في البيت !
في جامع بني أمية الكبير في دمشق يجلس رجل عجوز في ركن من أركان الجامع و يبدو شاحب اللون , و يمسك بيديه القرآن الكريم و عندما نادى المؤذن للصلاة وقف بين المصلين لأداء الصلاة و عاد إلى ركنه , لاحظ رجل من بعيد حركة ذلك العجوز فاقترب منه متأملا , لقد عرفه فناداه باسمه ابن العم خالد ؟ رفع أبو محمد رأسه لقد عرف الرجل إنه إبراهيم بن عمه تاجر كبير في دمشق … ماذا تفعل هنا يابن العم ؟ أأنت هنا في دمشق ولا نعلم بقدومك ! لم يجب أبو محمد و اغرورقت الدمعة في عينيه … فقد ذكره إبراهيم بالأيام الخوالي عندما كان يأتي إلى دمشق طلبا للبضاعة و كان إبراهيم تاجر خيوط مشهور … دعاه إلى بيته و بقي في ضيافة إبن عمه ثلاثة أيام … و في حمص لا يعلم احد أين أباهم خالد
… اشتكى أبو محمد لابن عمه ضعف الحال و و سلوك الأولاد و عدم شعورهم بالحال التي آل إليها والدهم و لعل رغبة الكبير نذير بالزواج من عزيزة هارون و خلافه مع أبيه كان من أحد الأسباب التي دفعت أبو محمد للهرب من المنزل دون أن يعلم أحد , في تلك الأثناء أقام بهجت الجندلي شقيق نبيهه حفلا في كفر عبده المجاور لحمص بمناسبة زواج نذير و بغياب الأب , و كان بهجت قد أدى بذلك جميلا لشقيقتة التي تنازلت له عن قطعة في القرية المذكورة , و ذبح الخرفان في وليمة كبيرة دعي إليها عدد من سكان القرية , و بعد تناول الغذاء فوجىء الجميع بحضور عبد الواحد يحمل رسالة عاجلة إلى الأخ الكبير محمد للتوجه فورا إلى حمص , بعد أن وصل أبو محمد إلى بيته برفقة ابن عمه إبراهيم وكان متعبا و ضعفت قواه فنادى ابنه محمد و عبد الواحد بضرورة احضار نذير الذي كان يحتفل بزواجه بعيدا عن أبيه … قطع هذا الخبر أجواء الفرح في كفر عبده و عاد الجميع إلى حمص .
على فراش الموت ..
تجمع الأولاد حول سرير أبيهم الذي كان في غيبوبة و بدؤوا بقراءة آيات من القران الحكيم و طلب الرحمة و الغفران من أبيهم … كانت أيام صعبة عاشتها أسرة خالد بعد هذا الشرخ الكبير في علاقات الأولاد مع أبيهم و أمهم , بدأ أبو محمد يشعر بضيق النفس و يحتضر أمامه و هكذا كانت نهاية أبو محمد في عام 1947 . كانت الأسرة تسكن في بيت باب هود و بدت الحاجة للانتقال إلى بيت كان يشغل طابقه الأرضي ممدوح و أسرته , لذلك ترك ممدوح البيت و لينتقل إلى حي آخر , لم يترك المرحوم أبو ممدوح أية وصية بشأن هذا البيت , و تصرفت بسيمة بإجبار ممدوح على مغادرة البيت باسكان أولادها فيه , حيث كان الطابق العلوي تشغله إدارة الشرطة … و هكذا مرت الأعوام و سكن سعيد و شعيب و سمير في هذا البيت و قد قسم إلى قسمين ليفصل واجهة البناء بجدار … دفن أبو ممدوح في مقبرة الخالدية قرب جامع الصحابي الكبير » خالد بن الوليد » و كان أكبر تحد عاشته هذه الأسرة بمواجهة قرار المحافظ مصطفى رامي الحمداني بمواصلة مشروع تحسين المنطقة و إبراز جامع الصحابي » خالد بن الوليد » , فكان لزاما على سكان هذه المنطقة التي تحيط بالجامع أن يخلو بيوتهم في عملية تحسين و هدم للمقابر التي كانت تغمر في إرتفاعها الجامع فأنذرت أسرة بسيمة على ضرورة إخلاء البيت أو دعم الأساسات لأن البناء إرتفع كثيرا بعد عمليات الحفر … و يذكر كاتب هذه الأسطر و هو حفيد المرحوم منير أنه كان في زيارة مع والده في دمشق و عند عودته ليلا شاهد المنزل في حالة يرثى لها … دون كهرباء ولا حتى ماء .
عمليات رفع الموتى من المقابر أثارت احتجاجا كبيرا لدى الأهالي و خرجت مظاهرات في مدينة حمص نظمها دار الافتاء تعبيرا عن استياء أهل المدينة لهذا القرار , و بدأت أكبر عمليات لنقل القبور و لكل أسرة تحمل معها كيسا وزعته البلدية عليهم لجمع رفاة أمواتهم و كان منظرا رهيبا مشاهدة جثث الموتى تخرج و تجمع لنقلها ,
حديث حفار القبور أمام لحد المرحوم أبو ممدوح : و على إثر هذا القرار طلب شعيب و ممدوح لاحضار حفار و إخراج جثمان أبيهما من قبره و لم يمض على و فاته أكثر من ثلاثة عشر عاما … انتظر ممدوح و شعيب عند حافة القبر ليشهدوا على فعله فسمعواصيحة من داخل القبر قال فيها الحفار لم أجد شيئا … أين رفاة المرحوم أبو ممدوح الطي توفي غضبا وسخطا على سلوك اولاده , و هنا تنتهي قصة أبو ممدوح الذي فقد ثراه …
الجزء اثاني من قصة الرجل الدي فقد ثراه – العائلة والشتات
افراد العائلة من اليمين محمود – مصون – عبد الواحد – نذير وشقيقتهم مريم
الجزء الثالث من قصة حياة جدنا خالد الحسامي واولاده 3 3EME PARTIE VIE KHALED AL HUSSAMI
HISTOIRE DE GRAND PERE KHALED 2me PARTIE قصة جدنا خالد الحسامي الجزء الاول والثاني
لحلقة 2 من قصة الرجل الذي فقد ثراه
والسفر اخبار الجبهه اخبار المال لا تسر فصدرت قرارات الباب العالي في الاستانه بجمع الدهب وتحويلة بالعملة التركيه لتوفير ما يلزم للمجهود الحربي وكان هدا القرار اثر سلبي على حركة الاموال وبدء مرحلة من الكساد والانكماش الاقتصادي.
زادت الديون وقلت العائدات وبديهي ان يتاثير خالد كغيره من التجار وانعكس دلك في سلوك الناس شعور بعدم الاستقرار والخوف من امتداد الحروب .
وبدت وطأة الحرب تظهر على نفوس الناس وكثرت اعمال النهب وتردت الاوضاع الامنيه مع ارتفاع الاسعار فزاد الفقير فقرا وشعر العالم ىالجوع وكثير مايلقي الناس باللائمة على الحكومة التي لا توفر فرص العمل.
في بيت خالد بات شعور بعدم الرضا محمد الكبير ومطاع الأصغر.. شعرت نبيهه باثار الوحام في حملها الاول ضاج مطاع وتغير سلوكه وكثرت المشاجرات مع والده وامام هدا الافلاس طللب مطاع من ابيه مبلغا من المال للسفر فلبى خالد طلب ابنه على مضض وتوجه الى اللادقيه وسافر دون رجعه وترك ابنة صغيره من زوجته لم تعي اباها واسماها خالدية .
هكدا فرغ المنزل من الولد المشاغب مطاع وحل هدوء نسبي انشغلت نبيهه بوضع طفلها الاول نذيرو كان ذلك في عام 1919 وكان اخويها بهجت وصالح يزوراها من حين لااخر اما بهجت فد التحق بالجيش التركي وكانت رتبته ملازم اول في هده الفترة توفي والد نبيهه حافظ الجندلي ولحقته والدتها باشهر شعرت نبيهه بالوحده بعد فقدان والديها وكان خالد يبقى كثيرا في البيت واصبح قعيد البيت فاخبار المال والاعمال غير مرضيه واصبح في قلق دائم حول اموال ادانها للناس واصبحت الاسرة تنهل من مدخراتها .
تزوجت خديجة اخت محمد من الشيخ عبد الله عيون السود العطارورزقت 3 صبيان عبد السلام وسلمى
عبد المهيمن وعدنان وراجيه
حادث يقطع وحدة المنزل… جريمة نكراء
عاد بهجت في اجازة الى بيت والديه بحمص وفوجي بوفاة والده ووالدته بعد غياب طال اربع سنوات في الجيش التركي و التقى اخيه صالح وكان بهجت ضابطا في الجيش التركي بمرتبة ملازم اول ودار حديث مع اخيه صالح محورة تركة الاب وتوزيع الارزاق لكن بهجت خرج من هدا اللقاء مكفهر الوجه و كانه يبيت امرا ما في نفسه فوجد مريم الخادمة ترضع ابنتها حفيظه..
من هو اب الطفلة هو حافظ الجندلي اذا مريم اصبحت احدى زوجات حافظ وهي الخادمه التي عملت سنوات في خدمته لم يرق له ما حصل فبادرها بالسؤال عن اخوته:- رفعت راسها واجابت بجفاصه- مما زاد غضبه وشعر ان نفودها في البيت قد ازداد لغياب من يقف امامها فهزته كلماتها عن اخوته واصبحت ترفع صوتها مما زاد من حنقه فاندفع نحوها وبقوة فردته على اعقابه وكادت تضربه فما كان منه الا ان سحب مسدسه واطلق ثلاث طلقات طرحت بها ارضا واخدت تتضرج بدمائها الى ان فارقت الحياة كانت مريم جميلة استولت على قلب حافظ لكنها كانت داهية وذكية … وقف بهجت حائرا ما ذا يفعل… لقد ارتكب جريمة …فتح الباب وذهب الى بيت اخته نبيهه وعندما فتحت له الباب كان وجهه شاحبا …مابك يا اخي
فروى لها ما فعل فالت توارى عن الانظار فتح الباب ولم يعد. وكان لبهجت عدة اولاد اكبرهم ممدوح واصغرهم ليلى وعبد الرافع بقي الاولاد في عهدة صالح ..
وهكدا دخل هدا الحادث الاليم في ذاكرة نبيهه اما خالد قابع في البيت يعيش حياة زاهد وبعد وفاة والد نبيهه ووالدتها شعرت انها اقرب لخالد وزال نسبيا عامل الوجاهة وبقي صالح الاخ الاكبر القوي المغوار الذي لا يخفي مطامعه باخته وثروتها التي باتت تتضاءل اما مطامع الجميع من حولها .
حملت نبيهه طفلها الثاني محمود والفارق بينه وبن اخيه نذيربالعمر 3 سنوات وانشغلت بتربيه طفليها اللدان انسياها الام الوحدة وضائقة الحال وشكوى زوجها .ويبقى محمد الدي يعمل نيابة عن ابيه وكان يقيم مع اسرته في البيت لكن علاقتها بصالح لم تكن على مايرام
في ذات صباح دق باب منزل خالد واذ بصالح يحمل معه الهدايا من لبن وقشطة ولحوم فقد ادخل لزيارة اخته رونقا فكان خالد داخل المنزل عندما سمع صياحا في الغرفة المجاورة اذ كان هدف صالح ان يحصل على تنازل من اخته على خان كانت تملكه في طريق حماه فغضب خالد ودخل عليهما وكانت تحمل ورقه تنازل كادت ان توقعها لاخيها الطامع… تقدم خالد صائحا بوجه صالح :وصلت بك المطامع لهذه الدرجه ومسك بالورقة ومزقها ..
.ودارت الايام ورحى الحرب دائرة و تتناقص موارد العائلة و تزداد عزلة خالد لقد اصبح مثل اثاث البيت … بعد أن كان يمضي أياما مع زوجته في لعبة- البرجيز- و يضع قطع ذهبية أمامها , وزادت الحرب من كابة المنزل إلى ان عاشت البلاد مرحلة انتقالية كبيرة مع أخبار الثورة العربية الكبرى , وظن الناس أن الانكليز أو الفرنسيين على الابواب لدخول دمشق , إذ وضعت المنطقة لنظام التقسيم بعد هزيمة العثمانيين » في الحرب » و نجاح مراسلات مكماهون المتنفذ الانكليزي في فلسطين و وعودة بدخول الغرب إلى منطقة الشرق الاوسط , بعد تركة الرجل المريض .
كان محمد ينقل أخبار الجبهات و يتحدث للناس عن قرب الفرج , فنهاية العثمانيين معدودة والوعود بعودة الرخاء الاقتصادي بعد ثورة الشريف حسين في مكة و تحول أولاده وأكبرهم الامير فيصل إلى سورية …
الجزء الثاني
الانتداب الفرنسي :
أمام هذه التغييرات الكبيرة و وعود الغرب بدخول الشرق الأوسط بما يعرف باتفاقية -سايكس بيكو- و تقسيم سورية و العراق و فلسطين , فكان دخول الجيش الفرنسي في معركة حاسمة » ميسلون » الحد الفاصل بعد استشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة .
دخل الجنرال الفرنسي غورو كالديك المنتصر إلى دمشق و كانت اول زيارة له لضريح البطل صلاح الدين الايوبي و وقفته الشهيرة امام الضريح : ليقول : ها نحن عدنا ياصلاح الدين … و بالرغم من الحزن الذي ران بانتصار فرنسة و دخولها سورية لكنه قوبل بالفرح لدى الناس للتخلص من العهد العثماني البائد .
تغييرات كبيرة شهدتها سورية مع بدء عهد الانتداب الفرنسي …
عندما أعلن في حمص ان أول قطار سيصل المحطة متجها إلى الحجاز ليقرب المسافات أمام الحجاج … خرج أهالي حمص لمشاهدة الحدث ورؤية القطار البخاري في المحطة و خرجت نبيهه و أولادها إلى المحطة لمشاهدة الحدث . و قامت حكومة الانتداب الفرنسي في تحديث البنى التحتية للمدن السورية , كمد كهاريز الصرف وفتح الطرق وتىعبيدها ومد السكك الحديدية و دخول الكهرباء إلى المدينة و شعر الناس بخدمات الفرنسي الذي انتدب على البلاد , و أصبح تدريس اللغة الفرنسية في المدارس إجباريا بعد إعادة هيكلية العملية التربوية و أصبحت الادارة الفرنسية نافذة . و يروي محمود ثاني ولد لنبيهه عن جاره الفرنسي , مسيو أوزو الذي كان يلبس القبعة و يقود الاتوموبيل .
تعلم محمود الفرنسية في مراحله الاولى , و أحب اللغة الفرنسية أما شقيقة نذير فقد اهواه الشعر و الادب و بدا بتدريس اللغة العربية في المدارس قبل ان يجد عملا في مديرية المال في حمص . كان عبد الواحد الولد الثالث و مصون اصغر اولاد نبيهه .
الفصل الثاني :
الحياة تحت الانتداب الفرنسي و عائلة خالد و نبيهه:
زيارة مفاجئة :
مع بداية خريف عام 1936 دق رجل باب التاجر خالد في باب هود في حمص و سأله الحضور إلى المستشارية الفرنسية في السرايا ..طالبا من خالد لقاء المستشار الفرنسي على الحال في السرايا . في اليوم الثاني لبس خالد طربوشه و ثوبه الجوخ الجديد ذو اللفة المطرزة و استأجر عربة للتوجه إلى السرايا .. عند باب المستشاريه أعلن عن هويته و دخل مكتب المستشار فاستقبله الموظف مرحبا به , وطلب له فنجانا من القهوة… جلس خالد و إذ بالمستشار الفرنسي يدخل مرحبا به و معه مترجم و خلال الحديث فهم خالد ان مندوبا لبنك فرنسي كبير » كريدي ليونية » طلب مقابلته نظرا لصيته في الثراء في المدينة و علم أن فرنسا تدرس من خلال بعض المتنفذين فتح بنك في سورية على غرار بنك سورية و المهجر في لبنان . سرّ خالد كثيرا لهذه الثقة بامكانياته وصيت ثراه و شكر المستشار على هذه الدعوة .
و عندما عاد إلى بيته أخبر زوجته نبيهه ما نقله المستشار الفرنسي .
لكن و لسوء الحظ كانت موارد خالد قد شحت بالفعل بعد الحرب العالمية الاولى , ولم تأته الأموال التي أدانها للناس لقد بددت أخبار الحرب الأمال فأين تأتي الموارد , و هذا مما زاد قنوطة و حزنه لقد شعر بالعجز لم يعد بين يديه الذهب , فجلس صامتا غاضبا ، و يروي أحد أولاد عمه : أنه كان يسير في الطريق شاردا مفكرا لا يرى أحدا و عندما يمر في سوق التجار أمام محلات أقاربه , و منهم من كان يناديه ! الحاج خالد أين أنت ؟
وهكذا كانت الفترة العصيبة قد انعكست على مزاج خالد في المنزل و توترت أعصابه ماذا تفعل زوجته نبيهه تشاهده كل صباح يحمل الفرش و الاغطية لينشرها على الحبال و يجلس وحيدا في غرفته لقراءة القران الكريم , أما على صعيد الحياة العائلية بدأ الانفراج رويدا رويدا مع غنى الحياة العامة .
أحضر محمد مرة صندوقا عجيبا إلى المنزل … أعجب الجميع و قال لهم : سأريكم ماذا يفعل هذا الصندوق؟ كانت الكهرباء من الخدمات الاولى التي أسرعت فرنسة بايصالها إلى البيوت , فوصل محمد هذا الجهاز بمنشب الكهرباء فاشتعل ضوء أخضر و بدأ يحرك زر ذات اليمين و ذات الشمال و إذ بصوت يخرج من العلبة السحرية » إنه المذياع » كانت فرحة الجميع كبيرة عندما سمعوا صوت المذيع في القاهرة .. قبل أن تبث إذاعة دمشق برامجها . أدخل المذياع السرور إلى العائلة لسماع الاغاني ، الأخبار و الموسيقا… أما محمودد الولد الثاني قد انغمس في دراسة اللغة الفرنسية , و كان يحمل كتابه إلى مقاهي المدينة ليقرأ و يتعلم و مرة كما روى لأولاده وقفت سيارة من المستشارية الفرنسية و سألت عنه و اقترب منه رجل يطلب منه أن يرافقه للقيام بالترجمة و بالفعل ذهب محمود بصحبة السائق في مهمة للترجمة للفرنسية , شجعته كثيرا دراسته هكذا بدأت الحياة الثقافية تنتشر في حمص و شعر أولاد خالد بالحاجة لمواكبة روح التطور .
حادث أمني :
في إحدى الليالي عاد محمود إلى منزل والديه متأخرا و كانت أمه نبيهه بانتظاره لأنها رأت مصباح غرفته مازال مغلقا و بالتالي فإن محمود ليس موجودا .ماهي الا ساعة يدق محمود الباب , و وجهه مخطوفا فبادرته بالسؤال لماذا تأخرت يا محمود و حاولت أن تهدأ من روعه … روى محمود قصة غيابه قائلا كنت عند صديقي شاكر الفحام أدرس الفيزياء و الرياضيات و بيته كما تعرفين تحت السيباط في حي باب تدمر , و عندما خرجت من بيته القريب من سوق الخضار القديم و انا في الطريق أسمع ضجيجا في زقاق مظلم حيث اجتمع الشبان يتحدثون عن خطة لمداهمة بيت فعرفت أنهم لصوص , فخفت و تواريت في زاوية الطريق لأسمع ما يقولون . كان كبيرهم يتحدث بلغة قاسية وهم على وشك مداهمة أحد البيوت … تواريت عنهم ولو أنهم شاهدوني ما كنت أخرج حيا ..عندما سمعت نبيهه ما قاله محمودعانقته قائلة حمدا لله على السلامة …عليك الا تتأخر ليلا في الايام القادمة فالطرق غير آمنه , وهكذا كان محمود شاهدا على غياب الامن قبل أن تسير سلطة الانتداب دوريات الشرطة و الدرك و أصبح ما يعرف بالحارس في كل حي , يقبع في كولبة خاصة للقيام بحراسة البيوت …
تطورت الحياة الثقافية في المدينة و شعر أولاد خالد بالحاجة إلى مواكبة روح التطور… وقبل ظهور السينما كانت حانات المدينة مليئة بالهدايا و الصور و بدأ نظام المقاهي يحل رويدا رويدا محل نظام المضافات , و وكان الشباب من قبل يمضون أوقاتهم في المضافات فلكل عائلة مضافة إلى أن افتتحت المقاهي العامة و تكاثرت مثل مقهى الهلال و المقهى العالي و مقهى الفرح وهكذا ….
و كان أصحاب المقاهي يحاولون إدخال السرور على روادهم باستئجار الحكواتي الذي كان يقعد لى دكة ليروي قصصا مثيرة مثل قصة عنترة بن شداد و الشاطر حسن و سيرة بني هلال و كنت ترى الناس يتحولقون حوله , لسماع آخر أحداث القصة المثيرة و كثيرا ما يشاركون الحكواتي انفعاله فكنت تسمع صياحهم أو تشجيعهم لبطل القصة …
أما في البيوت فكانت النسوة يتوجهن إلى حمام السوق و يحملن معهن مالذ و طاب من المأكوت و الشراب , و كان نظام الحمامات العامة تحدد أياما للرجال و أخرى للنساء و كان دلك اليوم بالنسبة لهن يوم متعة للسيدات و الفتيات ويحملن معهن البقج وما جد من الثياب و العطور , و كانت السيدات تتعرف على فتيات الحي من خلال ارتياد الحمام إذ تصطحب الامهات بناتهن في أجمل أناقة ليعرضنها على سيدات الحي فهده طويلة وهذه قصيره كما يكشف الحمام عيوبهن ومن خلال التواصل لا تخلو جلساتهن من السمر , إلى أن تصل هذه المعلومات عبر الرجال و إلى النساء لذلك كان الرجال يحترسون من نقل أخبارهم أمام النساء اللاتي كن يثرثرن في جلسات الحمام , لم تكن نبيهه تصحب بناتها كثيرا إلى الحمام حيث يتحممن في المنزل في غرفة كبيرة . أما في حمام السوق يجدن متعة خاصة .
و هكذا كانت الحياة في ثلاثينات القرن الماضي .
تأهيل الشباب :
كبر أولاد نبيهه و اصبحت فاطمة كبرى بناتها في سن الزواج و الأم تجلس مع صديقاتها من سيدات الجوار لتناول القهوة صباحا في فناء البيت , و كان من بينهن أم محمود الملوحي , و التي كانت تتردد على بيت نبيهه و تستمتع بجلساتها الطويلة , فعرضت أم محمود على نبيهه أحد أقاربها و كان شابا قد تخرج حديثا من مدرسة الصناعة فوجد في بيت نبيهه و خالد الحسامي ضالته بطلب خطوبة الكبرى فاطمة …
و كان الامر قيد التشاور , و كان الأب خالد بعيدا كل البعد في همومه الداخلية , لكن العريس الجديد التقى بعروسه في بيت أهلها و طلب مبلغا من المال للقيام بمشروع في بلدة السلمية , و كان المشروع يتضمن بناء محطة لتوليد الكهرباء في المدينة .. وافقت نبيهه على تأمين مبلغ كبير لشراء آليات ميكانيكية للمشروع لبناء مستقبل الشاب وتشجيعه ويتوقف الامر على بيع بعض الاارضي .كانت فاطمة جميلة ورزينة بيضاء البشرة كامها نبيهه فكان زواجها على عجل نظرا لظروف العائلة ويبقى محمد كبير اولاد هخالد عازبا لان مسوولياته كبيرة وزواجه يتوقف على مزاجية والده وامرأة ابيه نبيهه …
وهكذا تم زواج فاطمة على عبد الحميد الملوحي وكان في عام 1943 أما بقية الشباب نذير ومحمود و عبد الواحدد فالأول عين في مديرية المال بحمص و كان يهوى نظم الشعر , ومن خلال قراءاته تلقى خبر تعينه في مديرية مال اللاذقية كمفتش , فقرر الذهاب إلى عروس الساحل , فأما محمود و عبد الواحد و مصون كانوا في عالم اخر
… إذ ركز عبد الواحد و أخواه على ضمان حقوق الميراث لاخوته فضغطوا على والدتهم لضمان حقوق الفرز للبيوت لأن خالد فقد الكثير من أملاكه و بدأ السباق على توزيع الملكيات و البيوت من ورثة نبيهه حيث مورس الضغط عليها لتخصيص بيوت لأولادها ، و كان خاد الأب في حيرة من أمره إذ بدا محمد الولد الكبير في حالة يأس أمام جشع أخوته من زوجة ابيه ا الثانية نبيهه االجندلي .
في تتلك الاثناء عرض محمد الزواج من فتاةة حمصية تدعي مطيعه سيد سليمان وهي شقيقة زوجة بهجت الجندلي اد كان محمد عل علاقة طييبه مع بهجت لكن هده العلاقة لم ترق لنبيهه ورات فيها التفافا على مصالحها فكان جواب خالد الرفض لهدا الزواج الح محمد ولم يسمع سوى التهديد من والده… لن تبقى في البيت يوما واحدا ادا تزوجت… لمادا… وتدور الايام يفاجئ محمد اباه وخالته بمشروع زواجه غضب الاب وطلب من محمد مغادرة البيت فورا وحمل متاعه فما كان منه الا ان استجاب وترك بيت والده ليحمل عروسه الى بيت استاجره في حي الخالديه الى ان تم الزواج …
لكن محمد و المعروف بتقواه و طاعته لأبيه لم يخرج ن إرادته رغم طرده
في هذه القسمة الغير منصفة و كان يقول لأبيه لقد و صلني نصيبي..
كانت الأسرة مجتمعة في بيت باب هود مركز المدينة و كان لخالد أرضا أو خان على طريق حماة. و كان يشغل الطابق العلوي من أحد البيوت على طريق حماة دائرة الشرطة أو ما يسمى » الكرلكون » و ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي .
الحياة السياسية و الوعي الاجتماعي :
عاشت مدينة حمص مع الحراك الوطني ذلك الحين و الهادف لاخراج المستعمر الفرنسي من البلاد … فبرزت أسماء من أمثال هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية و التي كانت مكلفة بالمفاوضات مع فرنسة … و يشارك مع هذه الكتله عدد من الوطنيين من أمثال جميل مردم بيك في دمشق و فارس الخوري و غيرهم … و كان لهاشم الأتاسي دور هام في نشأت أولادهم على العلوم و اللغات ومنهم من درس في الأستانة و بيروت , منهم هاشم الأتاسي و الذي عمل في دمشق ضمن الكتلة الوطنية … لم يكن لأسرة منير أي دور في هذا الحراك الوطني ـ إلا أن كبيرهم نذير دخل جزئيا في هذا الحراك و قد قيل أنه خرج مرة في مظاهرة تدعو لرحيل المستعمر الفرنسي …بعد أن ضرب الفرنسيون البرلمان في أواخر الثلاثينات و كان الجو السياسي العام في غليان لحصول سورية على الاستقلال و كانت فرنسة مقسمة بين قيادتين بوتان و فيشي و زعيم فرنسة الحرة كان ـ شارل ديغول ـ و كان يوجه رسائلة من المنفى في لندن داعيهم إلى الاستقلال وفي خضم هذا الحراك وعد شارل ديغول سورية بالاستقلال إذا ما تحررت بلادة من النازية الألمانية ,
يتبع الحلقة الرابعة واخيرة من قصة خالد الحسامي
الجزء اثالث من قصة حياة خالد الحسامي واولاده
…بهذه المناسبة نظمت محافظة المدينة حفل استقبال كبير لزعيم فرنسة شارل دغول و الذي بدا زيارته للمدن سورية ابتداءا من حلب و مرورا بمدينة حمص متوجها إلى العاصمة دمشق , دعي إلى هذا الحفل طلاب المدارس و أخذت المدينة زينتها لاستقبال القائد الفرنسي الكبير …
كان هذا العام زواج البنت الصغرى مريم و على غرار شقيقتها الكبرى فاطمة استفادت من خلال علاقات الوالدة بصديقاتها إذ كان لنبيهه صديقة من أصل تركي تدعى » أم محي الدين الدوخي » و كان لها ولد يعمل في الخدمة العسكرية للجيش الفرنسي بمرتبة ملازم أول و تم الاتفاق على خطبة صلاح الدوخي لمريم و هكذا سارت الأ مور وتم الزواج بينهما عام 1946 في العام الذي استقلت فيه سورية…أما بقية الشباب عبد الواحد ومحمود و مصون فلم يتحقق زواجهما قبل البحث في وضع الأخ الكبير الذي كان مستشارا في مديرية المال في اللاذقية …. حيث نسج قصة حب مع فتاة من عائلة ارستقراطية , و كان قد اصطحب معه شقيقة الأصغر مصون .
عاش نذير حياة رغيدة في اللاذقية و كان شابا جميل الطلعة موهوب بما ينظمة من أشعار , و كان أخوه مصون ر يتوق لتقليد أخيه لهذه الموهبة … و لنعود إلى محمود و عبد الواحد في حمص لم يكمل
محمود دراسته نظرا لحياته الفردية , و كان ينهل من دراسات فردية في الأدب العربي و الفرنسي و كثيرا ما كان يحمل كتابه لينتقل إلى مقاهي المدينة لمراقبة الناس , و قراءة الكتب فأحب المجتمع محللا و ناقدا , اما أخوه عبد الواحد الذي يصغره بستة سنوات تعرف على فتاة من عائلة حجوا لرفاعي من حمص , و كانت والدتها أم حسين صديقة مقربة من نبيهه و هكذا تم زواج الولد الثالث عبد الواحد و بعد عام رزق طفلة أسماها » أحلام » , بينما محمود الولد الثاني ذهب إلى لبنان مع ثلة من أصدقائة تعرف عليهم في المقهى و دعوه لزيارة لبنان …اصطحب في الزيارة الثانية والدته نبيهه لمشاهدة العروس التي كانت قد فقدت أمها و كانت كبرى اخوتها و حين عودتهم إلى حمص أرسل والد العروس ابنته إلى قريبة لها تعيش في حمص و كانت هذه الزيارة على نية الزواج … أ فد رزق محمود ولدان صبي و بنت و التحق في السنة التي تزوج فيها بمديرة المعارف وعمل معلما في إحدى القرى وكذلك عبد الواحد كان معلما أيضا
و إذا ما عدنا إلى منتصف الأربعينات بدأنا نشعر ببوادر الأزمة ..
زواج الإبن الأكبر محمد
لم يكن زواج الإبن الأكبر محمد يسيرا نظرا لإعراض زوجة أبيه نبيهه وهو الرجل المطاع الذي لم يعص والده يوما حينما طلب للزواج مطيعة السيد سليمان وهي شقيقة زوجة بهجت الجندلي اعترضت نبيهه على هذا الزواج كما لم يوافق خالد الأب عليه لدوافع غير معروفة و لعل رغبة محمد من التقارب
من عائلة السيد سليمان أثار بعض الشكوك لدى امرأة أبيه نبيهه نظرا لحرمانه من الميراث وقد ألح محمد بطلب الزواج وهو لا يملك الكثير و عندما اشتكى لحماته ضعف الحال قالت له : ما معك يابني ؟ قال لها قشة على هذه الأرض ! أجابته بالقبول و تم الزواج عام 1925 مما أثار غضب أبيه عندما علم بهذه الصفقة و قال له : تطلقها في الحال و إلا لن يكون له مكان في هذا البيت ز.. و بالفعل خرج من بيت أبيه واستأجر بيتأ و ضع متاعه فيه , و تزوج من مطيعة السيد السليمان في هذا البيت بعد خطوبة دام أربع سنوات …و خف ذلك المشكل ألما لدى أسرته ورزق محمد عدة أولاد أكبرهم خالد 1928 وتكبرة أخت اسمها زبيدة ومن ثم فرحان ـ بشرى ـ و بشار ـ و يسرى .
الفصل الثالث الهروب الكبير:
احتفالات سورية بعيد الاستقلال ..لم تمنع المشاحنات الداخلية في أسرة خالد من المشاركة في نيل سورية إستقلالها , فقد أعدت بلدية حمص و المحافظة لتنظيم عرض مهرجاني شاركت فيه المؤسسات للتعبير عن الفرحة بهذا الحدث الوطني و وواكبت هذه الاحتفالات زيارة فاطمة برفقة زوجها و ابنتها لزيارة والديها … و قام الجميع بمشاهدة العرض الذي تقدمت فيه الخيالة الموكب وثم بعد ذلك الفرق الكشفية التي كانت تعزف أجمل الالحان , وبعد الحفل عاد الجميع إلى البيت لوجبة غذاء أعدتهانبيهه لابنتها و أولادها .
شعر الجميع خلال هذا الحفل أن خالد لم يكن على ما يرام , فقد آثر البقاء للراحة في غرفته , و كان عبد الحميد زوج فاطمة قد وعد نفسه بالحصول على مبلغ من المال لتمويل مشروعة , وكانت قد أعدت له نبيهه هذا القرض … أما مريم الصغرى فقد تم عقد قرانها في تلكم الفترة على الضابط صلاح الدوخي و الذي كان يعمل في الجيش الفرنسي , و سكنت مريم في حي باب هود مع زوجها ورزقت خمسة أولاد ثلاث بنات و صبيان . بدأ الجميع يشعرون أن أباهم حالد لم يكن مسرورا فجفاف الحياة العاطفية و عزلة الاب زاد من كآبة الجو في البيت , و كثيرا ما كانت نبيهه تأنب زوجها خالد لمواقفه أمام أولاده , وفي ذات يوم بحث الاولاد عن والدهم فلم يجدوه في البيت !
في جامع بني أمية الكبير في دمشق يجلس رجل عجوز في ركن من أركان الجامع و يبدو شاحب اللون , و يمسك بيديه القرآن الكريم و عندما نادى المؤذن للصلاة وقف بين المصلين لأداء الصلاة و عاد إلى ركنه , لاحظ رجل من بعيد حركة ذلك العجوز فاقترب منه متأملا , لقد عرفه فناداه باسمه ابن العم خالد ؟ رفع أبو محمد رأسه لقد عرف الرجل إنه إبراهيم بن عمه تاجر كبير في دمشق … ماذا تفعل هنا يابن العم ؟ أأنت هنا في دمشق ولا نعلم بقدومك ! لم يجب أبو محمد و اغرورقت الدمعة في عينيه … فقد ذكره إبراهيم بالأيام الخوالي عندما كان يأتي إلى دمشق طلبا للبضاعة و كان إبراهيم تاجر خيوط مشهور … دعاه إلى بيته و بقي في ضيافة إبن عمه ثلاثة أيام … و في حمص لا يعلم احد أين أباهم خالد
… اشتكى أبو محمد لابن عمه ضعف الحال و و سلوك الأولاد و عدم شعورهم بالحال التي آل إليها والدهم و لعل رغبة الكبير نذير بالزواج من عزيزة هارون و خلافه مع أبيه كان من أحد الأسباب التي دفعت أبو محمد للهرب من المنزل دون أن يعلم أحد , في تلك الأثناء أقام بهجت الجندلي شقيق نبيهه حفلا في كفر عبده المجاور لحمص بمناسبة زواج نذير و بغياب الأب , و كان بهجت قد أدى بذلك جميلا لشقيقتة التي تنازلت له عن قطعة في القرية المذكورة , و ذبح الخرفان في وليمة كبيرة دعي إليها عدد من سكان القرية , و بعد تناول الغذاء فوجىء الجميع بحضور عبد الواحد يحمل رسالة عاجلة إلى الأخ الكبير محمد للتوجه فورا إلى حمص , بعد أن وصل أبو محمد إلى بيته برفقة ابن عمه إبراهيم وكان متعبا و ضعفت قواه فنادى ابنه محمد و عبد الواحد بضرورة احضار نذير الذي كان يحتفل بزواجه بعيدا عن أبيه … قطع هذا الخبر أجواء الفرح في كفر عبده و عاد الجميع إلى حمص .
على فراش الموت ..
تجمع الأولاد حول سرير أبيهم الذي كان في غيبوبة و بدؤوا بقراءة آيات من القران الحكيم و طلب الرحمة و الغفران من أبيهم … كانت أيام صعبة عاشتها أسرة خالد بعد هذا الشرخ الكبير في علاقات الأولاد مع أبيهم و أمهم , بدأ أبو محمد يشعر بضيق النفس و يحتضر أمامه و هكذا كانت نهاية أبو محمد في عام 1947 . كانت الأسرة تسكن في بيت باب هود و بدت الحاجة للانتقال إلى بيت كان يشغل طابقه الأرضي ممدوح و أسرته , لذلك ترك ممدوح البيت و لينتقل إلى حي آخر , لم يترك المرحوم أبو ممدوح أية وصية بشأن هذا البيت , و تصرفت بسيمة بإجبار ممدوح على مغادرة البيت باسكان أولادها فيه , حيث كان الطابق العلوي تشغله إدارة الشرطة … و هكذا مرت الأعوام و سكن سعيد و شعيب و سمير في هذا البيت و قد قسم إلى قسمين ليفصل واجهة البناء بجدار … دفن أبو ممدوح في مقبرة الخالدية قرب جامع الصحابي الكبير » خالد بن الوليد » و كان أكبر تحد عاشته هذه الأسرة بمواجهة قرار المحافظ مصطفى رامي الحمداني بمواصلة مشروع تحسين المنطقة و إبراز جامع الصحابي » خالد بن الوليد » , فكان لزاما على سكان هذه المنطقة التي تحيط بالجامع أن يخلو بيوتهم في عملية تحسين و هدم للمقابر التي كانت تغمر في إرتفاعها الجامع فأنذرت أسرة بسيمة على ضرورة إخلاء البيت أو دعم الأساسات لأن البناء إرتفع كثيرا بعد عمليات الحفر … و يذكر كاتب هذه الأسطر و هو حفيد المرحوم منير أنه كان في زيارة مع والده في دمشق و عند عودته ليلا شاهد المنزل في حالة يرثى لها … دون كهرباء ولا حتى ماء .
عمليات رفع الموتى من المقابر أثارت احتجاجا كبيرا لدى الأهالي و خرجت مظاهرات في مدينة حمص نظمها دار الافتاء تعبيرا عن استياء أهل المدينة لهذا القرار , و بدأت أكبر عمليات لنقل القبور و لكل أسرة تحمل معها كيسا وزعته البلدية عليهم لجمع رفاة أمواتهم و كان منظرا رهيبا مشاهدة جثث الموتى تخرج و تجمع لنقلها ,
حديث حفار القبور أمام لحد المرحوم أبو ممدوح : و على إثر هذا القرار طلب شعيب و ممدوح لاحضار حفار و إخراج جثمان أبيهما من قبره و لم يمض على و فاته أكثر من ثلاثة عشر عاما … انتظر ممدوح و شعيب عند حافة القبر ليشهدوا على فعله فسمعواصيحة من داخل القبر قال فيها الحفار لم أجد شيئا … أين رفاة المرحوم أبو ممدوح الطي توفي غضبا وسخطا على سلوك اولاده , و هنا تنتهي قصة أبو ممدوح الذي فقد ثراه …
الجزء اثاني من قصة الرجل الدي فقد ثراه – العائلة والشتات
افراد العائلة من اليمين محمود – مصون – عبد الواحد – نذير وشقيقتهم مريم
الفصل الاول هدم البيت وشتات العائلة
أواخر صيف 1960 سمع صوت انفجار كبير في حي الخالدية ركض الناس ليروا هدم بناء كان يعلو تلة مقابل جامع الصحابي الكبير خالد بن الوليد , ولم يكن الانفجار ناجم عن عمل ارهابي و إنما كان عن أصابع ديناميت فجرتها البلدية في أسس ذلك البناء , فهبط وهو مكون من طابقين فكان على الأرض ركاما من الحجارة و الأتربة و دفن معه ذكريات أسرة كانت تعيش فيه , و كان ذلك البناء آخر صرح اجتمعت فيه اسرة خالد الحسامي و نيبهة الجندلي عام 1949 , بعد أن أنذرت البلدية سكان البناء في دعم الأساس ضمن مشروع كبير استهدف عدة أبنية لتحسين واجهة جامع خالد بن الوليد و إزالة المقابر التي كانت تحيط به …. كان حزينا أن يهدم البناء لعدم تمكن أصحابه من إنقاذه و كانت تلك فاتحة الشتات لهذه العائلة .
بدأت الحفارات تعمل لنقل الحجارة و الأتربة , و بعد أيام غدا المكان ساحة على مرتفع يطل على الجامع من جهة الشرق و على طريق العاصي من جهة الغرب , و عى إثر هدم البناء انتقلت العائلات إلى بيوت استأجروها كأسرة محمود و أسرة عبد الواحد , و معهما أمهم و ابنهم مصون … غاب عنهم الأبن الأكبر نذير حيث كان في دمشق في تلكم الأيام و بدأت ملامح التسوية بينه وبين أخيه عبد الواحد لمقايضة شقته في شراء بيته في باب هود مقابل مبلغ من المال كان قد قبضه عبد الواحد رهينة الأستثمار للبيت العالي الذي كانت تشغله فيما مضى دائرة الشرطة ـ الكركون ,,,
أما محمود فهو الحلقة الأضعف في تركيبة سكان البناء إذ خسر تلكم المحلات التي كانت في الواجهة و الذي كان يتقاضى أجرا من آجارها … و غادر مصون مع أمه نبيهة لأستئجار منزل كان في حي الخالدية , و هكذا يطل علينا القسم الثاني من قصة الرجل الذي قد فقد ثراه …
انتقل محمود مع عائلته و ولديه » نبيه و نادرة » إلى بيت قريب استأجره محمود سنتجول من خلال هذا الجزء لمعرفة أوضاع أربع أسر , توزعت بعد هدم المنزل .
و لنبدأ بقصة أكبرهم نذير الذي بقي لمدة قصيرة في حمص قبل انتقاله إلى دمشق , حيث عين في وظيفة كمستشار في وزارة المالية , و قبل ذلك بسنوات كان قد طلق زوجته عزيزة لأنها لم تنجب له أطفالا , ليتزوج من سيدة من عائلة أرستقراطية من مدينة حماة و أنجبت له ستة أولاد , عندما انتقل إلى دمشق كان أولاده في المرحلة الأبتدائية و بقي في دمشق حتى بلوغه سن التقاعد , بعد أن حصل ابنه الأكبر على الشهادة الثانوية استفاد من منحة قدمتها هنغاريا لدراسة الطب ,و بقي فيها حتى زواجه من معلمة أحبها هناك و أنجبت له ولدان …
أما ابنه الثاني فقد درس في المعهد المتوسط للملاحة الجوية و توظف فيما بعد في الخدمة الأرضية , أما الولد الثالث عزام فقد درس في كلية الهندسة المدنية ليلتحلق في وزارة الأشغال العامة .. أما البنات فتزوجت الكبرى من شاب باكستاني كان يعمل في سفارة باكستان في دمشق , حيث كانت موظفة في بعثتهم , أما أختيها فتون ورغد , التحقت الأولى في كلية التربية و تخرجت فيما بعد بحصولها على إجازة من الكلية المذكورة ., أما الصغرى فقد درست الأدب الأنكليزي على غرار أختها ميسون مكنها ذلك من الحصول على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية و هكذا ابتعدت أسر نذير عن أسر أخوته , أما محمود فقد انتقل إلى بيتين ثم استقر به الحال في بيت حصل عليه مقابل الأستئجاربرهنية , دفع من خلالها مبلغ من المال , في هذا البيت على طريق دمشق تخرج ابنه نبيه من الجامعة بحصوله على إجازة في الأدب الفرنسي ’ أما شقيقته نادرة فقد حصلت على إجازة من معهد عالي للبتروكيمائيات في حمص…و هكذا ابتعد ابنه الأكبر عن بيت والده بعد أن كان والده قد طلق زوجته عندما كان نبيه في المرحلة الأعدادية . انتقلت عائلة محمود إلى بيت في الحميدية في وسط المدينة و كانت نادرة ما تزال في المرحلة الأبتدائية , و درست جميع مراحل الدراسة إلى أن حصلت على إجازتها الجامعية في هذا البيت , أخوها نبيه قد عين في الإّذاعة و التلفزيون بعد تخرجه من الجامعة … و في عام 1975 أوفد في بعثة إلى فرنسة لدراسة فنون التحرير الإخباري و قد تخصص في العمل الصحفي الإذاعي و أجرى دورة تدريبية لمدة اشهر في إذاعة مونت كارلو , ثم عاد للعمل في التلفزيون السوري و هكذا بقي نبيه بعيدا عن أبيه و أخته في بداية حياته الوظيفية
المناخ السياسي و الحياة الأجتماعية :
أعلنت الوحدة بين سورية و مصرعام 1958 في أول محاولة لتوحيد دولتين عربيتين , في إطار الحلم العربي الكبير في الوحدة من المحيط إلى الخليج , و كانت الوحدة بين سورية و مصر فاشلة لأسباب عديدة نذكر منها : فقدان البنى التحتية لهذا الأتحاد , الذي كان قد جمع بين نظامين سياسيين مختلفين , يجمعهما دور أنظمة المخابرات أو ما يعرف في ذلك الوقت ـ المكتب الثاني ـ فقد اتهم نظام عبد الناصر باحتكار السلطة و أصبح الأقليم الشمالي تابعا للقاهرة , في وقت بدأ فيه غليان الأفكار في القومية العربية و خوفا من تخضع المنطقة للأشتراكية الشيوعية خوفا من أن تخضع لنظام الشيوعي وفي عهد الرئيس شكري القوتلي… طلبت سورية من مصر ميثاق الوحدة لكن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح وما هي إلا سنوات حتى أعلن الأنفصال بينهما في عام 1961 . كانت تجربة مريرة لكنها لم تمنع أنظمة أخرى أن تحذو حذوها عندما قام زعيم الثورة الليبية معمر القذافي في محاولة للوحدة مع اليمن , و لم تكن اقتصاديات الدول المعنية تسمح بالتكامل ,
وإنما بدل أن تصبح عامل توحيد لاتفريق برزت خلافات بين الأقليم الشمالي و ذلك الجنوبي حتى عام 1963 مع أنطلاقة ثورة 8 آذار 1963 لحزب البعث العربي الأشتراكي
لم يكن لنشاط أولاد خالد الحسامي أي نشاط في هذا الحراك السياسي , و كان نذير أكبرهم قد انتسب إلى الحزب الشيوعي بفضل صديق له يدعى نوري حجو .
ضمن هذا التيار الوحدوي الناصري برز وجه من عائلة الحسامي وهو الأستاذ راتب الحسامي وهو أستاذ التاريخ في جامعة دمشق و تبوأ مناصب حكومية ’ لكن لم يقلد بأي حقيبه وزاريه .
من الجدير الأشارة أن هذه الفترة شهدت حركة عدد من الضباط البعثيين الذين نشطوا في صياغة دستور حزب البعث العربي الأشتراكي , وهم الرواد الثلاثة لمؤسسي الحزب ـ صلاح بيطار و ميشيل عفلق و ذكي الأرسوزي , حيث كانوا يجتمعون في مقهى الهلال بدمشق لصياغة أفكار هذا الحزب الذي أطلق عليه بداية حزب البعث العربي ثم أضيف إليه الأشتراكي بتأثير من ـ أكرم الحوراني ـ احد عائلات حماه البرجوازيه .
لابد من الأشارة أنه في بداية الستينات دخل التلفزيون إلى البيوت في سورية و أصبح الناس يتحولقون أمام جهاز الرائي الجديد الذي يعرض أخبار العالم و الأفلام و هذا ساهم بزيادة الوعي الثقافي …
زيارة إلى معرض دمشق الدولي :
في يوم من أيام الصيف اصطحب محمود ابنه لدمشق لزيارة معرض دمشق الدولي وكان في السابعة من عمره و بعد تجوال في المعرض وامام الجناح السويسري وقف نبيه اد لفت انتباهه أنواع الجبنة التي كانت تعرض في هذا الجناح , و بينما كان يستغرق في تأمله لرتابة و تنظيم الجناح تقدمت سيدة جميلة و أعطته قطعة من الجبن … ابتعد محمود عن ابنه ولم ينتبه وعندما بحث عنه لم يجد الطفل وخرج من الجناح … عندئذ قاده أحد المسؤولين إلى دائرة الشرطة و أعلنوا في مكبر الصوت عن مواصفات و اسم طفل ضائع , و عندما عندما سأله الموظف عن اسمه واسم والده : قال ماذا يعمل أبوك ؟ قال لهم انهه يدق العود فضحك الموظف إلى أن وصل والد الطفل .
وفاة البنت الكبرى فاطمه …
في عام 1968 انتقل عبد الحميد زوج البنت الكبرى فاطمة للعيش في حمص بعد أن فقد كافة أملاكه في السلمية نتيجة التأميمات التي أفرزتها ثورة الثامن من آذار و بالتالي فقد المشروع الكبير الذي أنار فيه بلدة السلمية و لم يعوض لعبد الحميد أي تعويض مالي … كانت فاطمة مريضة في القلب و كانت تعاني من عدم اهتمام زوجها بها و سوء معالجته للأمور إذ استاجر بيتا في حمص قرب خالتها أم مروان في جورة الشياح , و كانت بالفعل رقيقة الأحساس وقد أثرت عليها حياة زوجها المتقلبه , زوجت ابنتها الكبرى رامية الملوحي من ماجد الريس من حماة و كان زواج غير موفق لمسلكيات زوجها الغير لائقة … و بقيت ابنتها الوسطى وسام و الصغيرة صهباء و ابنها الوحيد نضال تحت سقف أمهم و كان نضال آنذاك طالبا في المعهد الصناعي …
و تمر الأيام و يزداد مرض الأم حيث كان يشرف عليها الدكتور زهير طليمات و هو صهر خالتها أم مروان إلى أن بلغت الأجل عندما نقلت الى المشفى الوطني وهناك فارقت الحياة تم مأتمها في بيت أخيها عبد الواحد و شارك اولادها و اخوتها في هذا المأتم و توفيت عن عمر يناهز 42 عاما …
في حمص عائلة بيت عبد الواحد انتقل مع زوجته الأولى إلى بيته في طريق حماة , قبل هدم المنزل , لكنه لم يعش فترة طويلة مع زوجته و حدث الطلاق بينهما وبقي أولادة أحلام و حلمي و سلام في كنف الأسرة ينتقل الأولاد بين الأب و الأم ……
كان بيت عبد الواحد قريبا من بيت أخيه محمود يفصلهما جدار , و كان محمود يقف على السلم كل صباح ليتبادل التحيات مع أمه و أخيه . و بعد ذلك انتقلت عائلة عبد الواحد إلى بيت باب هود و الذي اشتراه من أخيه نذير …
كان عبد الواحد شديد التربية مع اولادة , تربية تقوم اساسا على التقوى و الصلاح حتى أنه كان يوقظهم صباحا لصلاة الفجر و حياتهم رتيبة كالمدرسة , لقد تأثر عبد الواحد في تربيته من مدرسة الصنائع التي اتسب إليها و تعلم فيها حسن الأنضباط و الألتزام , و كان ابنه حلمي مثالا لهذا الأنضباط و أبوه يلقنه شؤون الحياة بشيء من الصبر و التلقين فإذا طلب منه شراء الخضار في السوق كان على الولد اعادة ما لقنه والده » كيف يشتري اللحم و الخضار و الفواكه » لذلك نشأ على تربية شديدة فيها الكثير من الأنضباط و الاقتصاد …
أما ابنته الكبرى أحلام فقد تابعت دراستها الثانوية و انتسبت إلى كلية العلوم في جامعة دمشق , و هكذا الحال بالنسبة لحلمي و لأخته الصغرى سلام …عملت الكبرى في سلك التدريس و سافرت إعارة إلى الكويت للعمل هناك لعدة سنوات و في تلكم الأثناء تزوج حلمي من فتاة من حماة من عائلة ميسورة يعمل والدها مهندسا مدنيا من عائلة الشواف … رزق حلمي أربعة صبيان و بنت وقد درسوا جميعا في كلية الهندسة , و الصغرى في المرحلة الثانوية .
وفاة الجدة أم نذير التي كانت تعيش مع ابنها عبد الواحد وقد بدا عليها آثار الشيخوخة و العجز والمرض و توفيت عام 1978 .
زواج بنات مريم في حمص :
عاشت مريم وزوجها و أولادها في بيت باب هود و كان لها ثلاث بنات
و صبيان , خطبت البنت الكبرى نجوى إلى قريب من جارتها فاطمة الزهراوي ـ و كانت تلتقي به من فترة لأخرى بحكم الجوار و لم يكن سامي مؤهلا إذ لم يحصل على أية شهادة ولا مهنة .. تزوجت منه عام 1970 ولم تكن أمها راضية عن هذا الزواج , فاما البنت الوسطى هالة فقد تمت خطوبتها لأبن خالتها نضال لكن هذه الخطبة لم تكن طويلة و إزداد اللغط حول زيارات نضال المتكررة لبيتهم , و نتيجة عدم رضى الأب و الأم لهذه الخطوبة تم فصلها و تقدم ملاذ الملوحي لخطبة هالة و تمت الموافقة عليه و سافرا إلى السعودية و عملت هناك هالة معلمة ثم عادت إلى حمص واشترت بيتا
حلام
بيت نذير في دمشق والحياة الجامعية :
نذير أكبر ابناء خالد الحسامي من زوجته نبيهه تزوج زواجه الثاني من عائلة ارستقراطيه من بيت الكيلاني من حماة …تتكون عائلته من ستة أولاد أكبرهم خلدون وتمام وعزام بعد نيله الشهادة الثانوية حصل خلدون على منحة لدراسة الطب في هنغاريا تزوج هناك رزق و لدان من سيدة هنغارية ….لم يعد ال ىسوريه بسبب تخلفه عن الخدمة العسكربه أما ولده الأوسط تمام عمل في مطار دمشق الدولي بعد أن تخرج من معهد الملاحة الجوية , أما ثالث الأبناء عزام درس الهندسة المدنية و تخرج مهندسا و عمل في وزارة الأشغال.
أما البنات كانت الكبرى ميسون درست الأدب الانكليزي و عملت في السفارة الباكستانية و تزوجت من شاب كان يعمل في البعثة , أما الوسطى فتون فقد درست في كلية التربية و عملت كمشرفة اجتماعية في المدرسة … أما الصغرى رغد و التي حصلت على منحة لدراسة الأدب الانكليزي في أمريكا …
عاشت أسرة نذير في بحبوحة و كان ضمن العائلة المربيه الحاجه أم عبدو ساعدت الأم في تربية الأولاد و كانت إنسانة حنونة و مخلصة يعرفها الاولاد من نعومة أظفارهم ,
لقاء الوزير :
استدعي مدير الإيرادات إلى مكتب وزير المالية بسبب توجيهات جديدة من القيادة , في موضوع الإيرادا ت و الجباية , دخل نذير إلى مكتب الوزير و كان في إجتماع مع بعض المدراء فيما يتعلق بالرسوم الجمركية و تحصيل الضرائب من القطاع الخاص و كان التوجيهه تشديد الرقابة على هذا القطاع لزيادة الموارد العامة بين المصالح و المؤسسات , و ما إن عاد إلى بيته بادرته زوجته قائلة : لقد دق بابنا شخص وهو يحمل بعضا من الحلويات و علب السمن و الزيت و سلمني إياها و ذهب … فغضب نذير وقال : من أحضرهم ؟ أعطني رقم التلفون و على الفور اتصل نذير و بادر غاضبا » نحن لا نتلقى أية هدية دون معرفة المسسببات ! و عليك أن تحضر في اليوم التالي لتأخذ ما جلبته لنا … , كانت إحدى القصص التي واجههته أمام موجة من الفساد التي استشرت لإغراء المديرين للحصول على مكاسب خاصة .
الحياة الجامعية ومقارقات
درس نبيه اكبر اولاد محمود في قسم اللغه الفرنسيه بكلية اداب بدمشق وخلال سنوات الجامعه كان يتردد على بيت عمه نذير مما اتاح له الفرصه بالتعرف مليا على اولاد عمه ومعاشرتهم رغم فارق السن الطفيف عاش نبيه في بداية دراسته الجامعية في المدينة الجامعيه وكان يعطي دروسا بالتكليف لتغطية نفقاته وهداالتقارب مع اولاد عمه استخلص بعض الافكار . كان نذير وهو في مرتبه رفيعه من السلم الوظيفي محط اهتمام وود من اسرته ومن اقاربه من عائلة الحسامي في دمشق رقيق الاحساس تطغى عليه روح الشاعر وكان يجد من موظفيه الاحترام والمحبه وكانت فتاة تعمل في دائرته من بيت الاسود تضر له الياسمين كل صباح فكان مكتبه يفوح بالروائح العطريه .
لاتخلو الحياة الجامعيه من قصص ونوادر ادا عاشها ها االطالب يعيشها في جوالزمالة .والصداقة
قصة حللنار وهروبها من بيت اهلها
صادف الطلبة قصصا اد طا لنبيه صديق يدرس في دمر ومرة حضر الى بيت الطلبه ومعه فتاة
اسمها جللنار وقال هده طالبتي وقد فوجئت انها تدق باب بيتي اني في ورطه لقدهربت جللنار من بيت والديها زعما انها تحبني مادا افعل يجب ان نخبر اهلها ىبما لكن اين ستنام الفتاة اتصل الكلية بميلةة لهم واخروها بقصة جابرييل والفتاة الهاربه فتبرعوا لاستضافتها ريما يحضر واللدها تغيب اللبه اسبوعا عن الجامعه منشغلين بقصة جيللنار التي كانت تحمل عها علبة مكياجها الى ان اتصل والد الفتاة بالجامعه وعلم اين يسكن هولاء وسلمت البنت لزوييها ولم تبلغ السادسة عشرة من عمرها …
لقد عرفت هدا المتسول
بينما كا ن نبيه ابن محمود قرب محطة الحجاز فرب مبنى البريد شاهدا متسولا قد اطرق وجهه الى الارض شاحب اللون ترك لجيته السوذاء ة وكان في هيئة مزريه وقف امامه متاملا انه ميشيل حقا ميشيل من هو ميشيل كان طالبا في الجامعه ومن الطلبة المجتهدين درس في احد الاديرية وكان يتقن اللاتينية تاثر نبيه لمشاهده زكيل له على هده الهيئة وحاول ان يتاوارى عن نلظره ادا ايب اطالب ي سنته الثانية بمس من الهستريا وكان مدعاة للضحك ولم يكمل دراسته ابتعد عنه نبيه وطالب من احد المارة ان ي1ضع امامه مبلغا من المال ورقة تقدية من فئة 100 ىليرة ورراقب رد فعله عندها رفع ميشيثل راسه واستغرب ان يضع له احد الماره هدا المبلغ لم يقابلة نبيه خوفا من ييعرفه ىده ويزيد من حزنه ومضي في طريقه …
ولاحظ نبيه من خلال معرفته بأولاد العم انهم يعيشون بحرية و دعة ، لكن هذه الحياة كان يعوزها الاختلاط فنشأ الأولاد في عزلة نسبيا و مرد ذلك انشغال الأب بعمله و ميولة الأدبية و الشعرية و بالرغم من الحياة الرتيبة التي عاشوها لم تترك أثرا في بناء شخصيتهم هنالك شعور بالانفصام بين الأب و أولادة لذلك لم يدخلوا معترك الحياة العملية , هذا الجو العائلي كان قد طبع شخصياتهم فمالوا إلى الحياة الفردية. لكن نذير حصل على تعويض من جراء إخلاء بيته الذي كان يستاجرة لمدة لا تقل عن ثلاثين عاما … و تزامن ذلك مع بلوغة سن التقاعد فقرر شراء بيت في حمص و انتقلت العائلة إلى حمص و بقي في دمشق الولد الأوسط و بعد زواج اختهم الكبرى و سفرها إلى الولايات المتحدة بقي في البيت الأم و البنت الوسطى ….
في حمص أدى نذير فريضة الحج في العقد الأخير من حياته توفي عام 1996 , و على كل حال لم تكن حياة الأبن الأكبر ذات تأثير كبير على اخوته .
و كان الأصغر من أخوته يعيش في دمشق و لم تكن حالته الاجتماعية أحسن من حالة اخيه نذير إذ كان موظفا في وزارة الأشغال …
تزوج مصون من سيدة من أكراد الشيخ محي الدين وهو الحي الذي كان يعيش فيه قرب بيت عمه
والد زوجته .. رزق ثلاثة أولاد صبيا ن و بنت درست الكبرى سلوى الرياضيات و البرمجة إلى الحاسوب الألي و توظفت في جامعة دمشق … و الأوسط رامز في معهد الأدارة و الأعمال .
تعيين مصون في وزارة الأشغال العامة وكان موظفا متثائبا كسولا يأتي إلى عمله متأخرا كل يوم و ذلك نتيجة لسهرة للقراءة , لكنه كان محبوبا لدى زملاءه نظرا لخفة دمه و روح النكتة فخرج عن معاير العمل القانونية وكان له مقعد خاص بين الطابقين خصصه لوقت الراحة وشرب القهوة و الشاي , و هكذا أمضى سنوات الخدمة على هذه الوتيرة … و أحيل إلى التقاعد المبكر ولولا مساعدة شقيقة نذير في الحصول على راتب تقاعدي لكان في وضع صعب إلى أن تفرغ للتدريس في حي الشيخ محي الدين .
أما ابنه رامز فقد انطلق فيما بعد بالعمل الحر و فتح مشغلا للف المحركات و المولدات و كان شابا واعيا كير النشاط استطاع أن يخرج أهله من حالة الفقر و اشترى لوالدية بيتا قبل ان يتزوج من دمشق أستاذة في كلية الحقوق ، أما الصغير نائل لم يكمل دراسته و عمل في تعهدات المطاعم المدرسية و وكان تأثيره على تربية ابنه الأصغر تأثيرا كبيرا فنشأ كسولا قليل الحيلة , لم يترك مصون تأثيرا كبيرا على أولادة لأنه صاحب هوى و كان يعطي دروسا خصوصية في اللغة العربية و الرياضيات … كانت زوجته أم رامز أم الأولاد لها الأثر الأكبر في تربيتهم , و قد أدت فريضة الحج بصحبة ابنها و ابنتها سلوى لم تتزوج سلوى… و عملت موظفة .
حديث المقهى :
في يوم من الأيام التقى نذير أخاه مصون و دعاه لتناول القهوة في إحدى مقاهي دمشق …
كان الحديث بين الأخوين وديا و كل واحد اشتكى للآخر ما آلت إليه العائلة بعد وفاة والدهما خالد الحسامي , كان مصون أشد عنفا من أخيه , في طريقة تربيته و ألقى بالآئمة على أخيه الكبير الذي فضل مصالحه الشخصية على مصالح أخوته و العاـلة و ذلك في سبيل تحقيق ما كان يربو إليه بالزواج من عزيزة هارون , و الذي كان من أسباب هذا الزواج حالة القنوط التي عانى منها الأب و سفرة إلى دمشق متناسيا مشاكل العائلة وبقي هذا الجرح في ذاكرة الأب حتى وفاته … فقد ذكر مصون هذه الواقعة في إحدى قصائده واصفا أخاه بعدم المسؤولية قائلا : أفمن من يلقي في الطريق أباه أيرتجى منه للشعور التزام ؟
أجاب نذير على اتهامات أخيه بالتقصير أن أباهما خالد كان قد تغيب لفترة طويلة عن الأهتمام بعائلته
و هنا يقترب من موقف أمه نبيهه التي كانت تصف خالدا بالرجل المريض الذي أفقدته الدنيا أمور كثيرة و كان له مثل شعبي يردده نذير بقوله : إذا كان أبوك البصل وأمك الثوم فمن أين تأتيك الرائحة العطرة .
نادرا ما كان الأخوان يلتقيان بأحاديث جانبية .
وفاة القط عنتر
حزنت عائلة نزير لوفاة القط عنتر حيث كان رفيق المنزل وكم نام في افرشه اولادهم قط انيس اسود خزنت عليه فتون ثاني بنات نذير حزنا شديا لشده رفاهة احساسها وعطفها ومحبتها للحيوانات .
زواج كبرى بنات عبد الواحد :
في عام 1982 كانت خالدية ـ أم عبد الله وهي بنت مطاع جدها خالد تتردد كثيرا على بيت عمها عبد الواحد بهدف التقارب من ابنته أحلام و كانت على شك من قبول والدها زوجا لاحلام ا لعدم مؤهلات ولدها عبد الله و الذي لم يحصل دراسات جامعية و لم تكن لديه مهنه أما أحلام فكانت مدرسة مؤهلة في مادة العلوم , لجأت أم عبد الله إلى الحيلة لتقنعه بالزواج من ابنها فأدخلت في زعمه أنها تود له زوجة صالحة فأخذت تتقرب منه بالحديث و بدا عبد الواحد يتردد على بيتها و في تلكم الأثناء كان عبد الله يلتقي بأحلام و اتفق على الزواج سرا و في الوقت المناسب أعلنت خالدية نبأ زواج عبد الله من أحلام و استصدرا أوراق السفر لحصول أحلام على عقد عمل للتدريس في السعودية , و هكذا تم زواج الكبرى غضب عبد الأحد لهذا التدبيردون علمه … و منذ ذلك الحين لم تزر أحلام أباها لأنها كانت تخشى على زوجها عبد الله الذي كان قد وجد مفرا للسفر إلى السعودي إذ اتهم بانتماء سياسي للإخوان المسلمين … لكن الأمور تحسنت فيما بعد و دعت احلام أباها لزيارة السعودية , و مكث عندها لمدة أسبوعين.
رزقت أحلام ستة أولاد ثلاث بنات و ثلاثة صبيان و اعتنت احلام بتربيتهم و تعليمهم و درسوا في كلية الطب في مصر …
مرحلة الانفصال وافكار حزب البعث العربي الاشتراكي
الوضع السياسي في مرحلة الانفصال كما ذكرنا في القسم الاول من هده اادراسه ان مرحلة الانفصال بعد اجهاض الوحدة بين سوريه ومصر لم تدم سوى ثلاث سنوات من عام 1961 – 1963 برزت خلالها وجوه جديدة فكانت انطلاقة ثورة ا 8 اذار لحزب البعث العربي وتبعها تامييم ات للاراضي الزراعية والملكيات الصناعية فشهدت البلاد مدا وجزرا تم خلالها نزوح عدد كبير من الملاكين من الطبقة الاقطاعية تميزت هده الفترة التاسيسسية بعقدالمؤتمرات القطريه للحزب وكانا لاباء الموسسين ميشيل عفلق وصلاح بيطار وذكي الارسوزي قد وضعوا مسودة الميثاق وبعد دخول اكرم الحوراني اضيفت الاشتراكيه ليغدو اسم الحزب البعث العربي الاشتركي
وكان الاباء الثلاثة بعد عودتهم من باريس يجتمعون في مقهى الهلال بدمشق لوضع مسودة النظام الداخلي الذي اختاروا له وحدة حرية اشتراكيه في شعار امة عربيه واحدة ذات رسالة حالدة .
غيرت افكار حزب البعث المفاهيم في تركيبة المجتمع السوري.
وفتحت فروع للحزب في كافة المحافظات واصبح امين الفرع احد ولاة المحافظه مع المحافظ ومدير الامن من اكبر شخصيات المحافظه .
في المدارس بدات طلائع البعث في تجنيد الطلبه من المرحلة الابتدائية و تعليمهم الدفاع المدني
والتدريب على حمل السلاح واقامة المعسكرات وهذا ما غير الكثير في بنى الريف الذي كل يعيش على موارد المدن وبدلا من فتح المصانع في الريف اصبح اهل الريف يعيشون في المدن ويتفاخرون ببناء المنازل في الريف
تنوعت الحياة الثقافيه في سوريه مع السنيما والمسرح وبرز كتاب من امثال محمد الماغوط وشعراء مثل نزا قباني وفنانون… نذكرمنهم ـ دريد لحام وياسر العضمة الذين غيروا من مفاهيم الشباب واعتاد الناس على النقد الاجتماعي في وقت ما زالت الحريات العامه مقيده وقد وجد الفنانون ضالتهم في صحراء كبت الحريات وازداد بالتالي مفاهيم حقوق الانسان وتعددت الروابط الاجتماعيه .والثقافيه.وبرز دور المرأة في الحياة العامة , و تبوأت مناصب حكومية رفيعة كسفيرة , و قاضية و دخلت السلك الخارجي …
في عام 1978 قام الرئيس المصري أنور السادات بزيارة مفاجئة لتل أبيب ـ و كان أول زعيم عربي يزور إسرائيل و ألقى كلمة في الكنيست الإسرائيلي , قامت الدنيا ولم تقعد و قوبلت تلك الزيارة بالإستياء و الشجب و اعتبر الرئيس المصري خائنا للقضية العربية وعلى الإثر تم قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد في المنتجع الامريكي و ذلك برعاية الولايات المتحدة الأمريكية , و حضور الرئيس الإسرائيلي و المصري و كان أول إتفاق بين إسرائيل ودولة عربية سعت من وراءه إسرائيل إلى تعميم علاقاتها مع الدول العربية الأخرى , بالرغم من إحتلالها للجولان و ضمها رسميا عام 1978 ….في منهج شياسي كان مهندسة هنري كسنجير وزير الارجية وصاحب مبا سياسية السلام خطوة حطوة
بعد تعييني في وزارة الخارجيه بمسابقة رشحت الى دورة في العلاقات الدوليه في باريس في المعهد الدولي للادارة العامه ولدى عودتي الى الادارة المركزيه صدرت تشكيلات وزارة الخارجيه لتوزيع الدبلوماسيين على البعثات وكان فرزي الى المغرب لكن قبل سفري سعيت للزواج … اليكم قصتي في اختيار شريكة حياتي .
الجزء ارابع والاخير من قصة حياة خالد الحسامي والاده
بحثت نبيه في حمص على من يهديه على فتاة تتمازج معه لآخذها زوجة صالحه بسنة الله ورسوله وهويعد حقائبة لسفرة طويلة.فلم يجد سبيلا أفضل من اللجوء إلى قريبة ى ناديا الحسامي وهي مديرة لثانوية درست فيها اخته نادرة كما درّست فيها ابنة عمه احلام وسأل أختي قالت : خير ما تفعل تعال نقابل الست ناديا نسألها
ضحكت ناديا عندما سالها نبيه ادا كانت تعرف فتاة وقالت » هناك الكثيرات أنت شاب في مقتبل العمر سأخبرك أمراً لدى الحاج مختار ابن عمنا بنتان في سن الزواج الكبرى صبا وأصغرها فطمة تعرف عليهما سألتها عن صبا قالت صيدلانية و الثانيه أدب انجليزي. و بالفعل اتصلنا بالعم الحاج مختار في منزوله وطلبلبنا الزيارة رحب أبو عبد المعين كثيراً..
وعندما دخلنا المنزول قام وعرفني برواد المنزول أعجبت جداً بطريقة حديثة وتقديمه وكلامه الجميل بالفعل في اليوم التالي ذهبت أنا ووالدي وشقيقتي نادرة إلى زيارة الحاج مختار عبد المعين الحسامي في منزله ..
في غرفة الجلوس تسامرنا ودخلت امراة عمي أم عبد المعين مرحبه مهلله ما هي دقائق حتى دخلت فتاة طولها معتدل شعرها خرنوبي مائل للسواد تلبس بلوزه بيضاء وثوباً أسود أنيق تحمل معها صينية القهوة
سلمت فطمة علينا ووضعت القهوة وابتسمت وكانت ابتسامة جميلة رقيقه ولم تتكلم.. وخرجت تطلعت الى والدي وشقيقتي وقد بدا على وجهي الانفراج وان لم تتحدث وقلت بنفسي هكذا الفتيات المهذبات لا يتكلمن كثيراً ..
غمزت شقيقتي رأيت عمي الحاج مختار فنظر في وجهي سألته عن فطمة ولم أر صبا ثم روى لي أن فطمة عينت مدرسة في المحافظة وهي تذهب من الصباح الباكر إلى المدرسة قلت خيراً..
ونظرت إلى الحاج مختار سائلاً : إني أتشرف بطلب يد فطمة عروساً لي هل نقرأ الفاتحة ؟؟ استبشر الحاج مختار وهز برأسه معجبا بجرأتي وصراحتي وضحك وقال نقرأ الفاتحة بإذن الله ..
لم نتحدث في أشياء أخرى وكان ذلك علامة القبول والرضى وكأن القدر قد أذن للقلوب أن تفتح على بعضها وتم النصيب كما يقولون نظرة فابتسامة ولقاء فزواج … و حددنا يوم لبس الخواتم في الأسبوع الذي يليه وبالفعل الأسبوع التالي تم شراء المحابس خاتمان اثنان واحد ذهب والآخر بلاتين حملتهما معي في الزيارة الثانية . ضم لقاء الخطوبة وكان بسيطاً جداً مع العائلتين والدي وشقيقتي وخالتها نجوى وابنتها أم عبد المعين وأبو عبد المعين وألبستها الخاتم ثم أكلنا حلوى وتسامرنا كانت صامته تنظر بعينيها لكن لمست في نظرتها معاني كثيرة معبرة و تم الاتفاق على أن يكون عقد القرآن في الأسبوع الذي يليه . وسنعمل على تثبت الطلب مع المأذون الشرعي .
بالفعل خلال هذا الأسبوع أخرجت أوراقها وقدمتها إلى القاضي الشرعي وعينت جلسة عقد القرآن في شهر ديسمبر من الأسبوع الثالث منه ثم أخرجت نسخا من القيود العائلية وذهبت السوق لإختيار ملبس العرس وشكل القطع وذهبت الى صديقي جلال السلقيني فأراني نماذج جميلة اخترنا منها فازات أواني صينية زرقاء اللون معرقة . ثم ذهبنا المطبعة لطباعة بطاقات الدعوة واخترت صورة عربه تجرها خيول رمزاً للسفر والأغتراب لأني سأحمل عروسي معي إلى بلاد بعيدة .
في غضون ذلك تم الاتفاق على أن يكون حقل عقد القرآن في بيت عمي وبدأنا كتابة أسماء المدعويين من الطرفين وبالفعل في الخميس الموعود ديسمبر عام 1981 تم عقد القرآن بوجود خالي نديم وأحمد لبست في الحفل فيه طقما أسود وربطة عنق حمراء خمري .. لم يكن الحفل كبيراً لأني وحدي في هذه الترتيبات استأجرنا سيارات لنقل المدعوين دخلنا إلى الحي بالزمامير دخلت وإذ بالصالون زاخر بالجميع ماهي إلا لحظات حتى حضر الكاتب واستحضر القلم والدفتر وبدأت مراسم تسجيل عقد القرآن. دعيت العروس وسألها الكاتب فوافقت وعن المهر وكان مقدمه 5 ليرات ومؤخره 100 ألف وسألها هل قبضت يابنتي خمس ليرات أجابت نعم ..
ضحكنا جميعاً .. وقرأ الكاتب عبارته الشهيرة : هل ترضى بفطمة عروساً لك على سنة الله ورسوله » قلت نعم انطلقت الزغاريد من الداخل وبدأ النسوة يقدمن الشراب والملبس قمت ودرت على كافة المدعوين ..
حفل الزفاف :
جرت مراسم العرس في بيت العروس بحضور والديّ العروسين وعادة ما يجمع الحفل النساء من الطرفين وقد حضرت والدتي العرس وشقيقتي نادره وخالتي أم عدنان بالإضافة الى امرأة عمي أم
عبد المعين وبناتها صبا ووعد وفرح ومدعوين من بنات عم فطمة وبنات خالاتها وعماتها . لبست العروس فطمة ثوب العرس الأبيض وارتديت طقمي الأسود جلس والدا العروسين وسط الزغاريد وبهجة الجميع وتمنياتهم بحياة سعيدة رغيدة ثم على أنغام الموسيقى رقص العروسان والمدعون من النساء خلال الحفل ألبست فطمة عقداً من اللؤلؤ وخاتم الماس و التقطنا صوراً جميلة .
كانت الحفلة بسيطة قاسمها المشترك حب العائلتين والتوافق للعروسين ثم قبلت عروسي ولي صور تذكاريه في هذه المناسبة السعيدة .
بعدها دخلنا إلى غرفة الطعام .. وقطعنا الجاتو وكان عبارة عن برج على رأسه عروسان ثم دخل المدعون لتناول الأطعمة والحلويات ..
بعد أيام قررنا السفر إلى دمشق وجمعنا معا أمتعتنا حيث من المقرر أن نستقل الطائرة بعد أيام إلى باريس حيث وافقت الوزارة على تحويل طريق السفر إلى الرباط عن طريق باريس و ستكون إقامتنا في باريس لمدة أسبوع بمثابة أسبوع عسل كما يقولون قبل انتقالنا إلى المغرب .
… في صيحة العرس خرجنا أنا وفطمة بزيارة للأقارب وتوجهنا إلى بيت عمي أبو خلدون كان استقبالهم لنا حاراً حيث أن عمي فرح بزواجنا وكان من بين المدعوين في عقد القران وقد نظم بيتاً من الشعر بمناسبة زواجنا
قال فيه :
الخير فيك على الزمان وفيه فليطرب الشادي بزهو نبيه
كوكبان على الزمان تعانقا اقبال فاطمة.. وبر نبيه
يوم الاثنين .. كان موعد الرحيل وهي الزيارة الثالثة لباريس لكن هذه المرة زيارة لها طعم آخر عروسان في مقتبل العمر يتوجهان إلى باريس لقضاء الأيام الأولى من العرس وبا الفعل نزلنا تلك االليلة في ضيافه صديق وفي الصباح اتصلت بأحد النزل المعروفة وكنت فيها خلال زيارتي الأولى لباريس . وطلبت حجز غرفة وتم الحجز فانتقلنا إلى النزل ..
قضينا أسبوعاً في باريس تجولت فطمة في شوراع المدينة وزنا بعض الحوانيت والمحلات وبرج ايفيل والشانزليزيه – واللوفر- وزرنا الحي اللاتيني وهناك التقطنا صوراً جميلةً أمام الحديقة وأمام البرج وفي شارع الشانزليزيه.
اشترت فطمة ثوباً جميلاً وحذاء كانت تتعب من كثرة المشي ولم تأخد حذاء خفيف .. المهم كانت أول سفره لها خارج سورية بعد أسبوع . استقلنا الطائرة المغربية المتوجة إلى الرباط . وكان يوم إثنين وصلنا مطار الرباط مساءً وكان في استقبالنا مستشار البعثه موفق جنيد ومحاسب البعثة وأوصلولنا إلى فندق جميل وسط العاصمة أمضينا فيه 10 أيام بانتظار انتقالنا إلى أول بيت للزوجية . وكان في حي جميل اسمه اكدال ويعني ذلك بالمغربية- حي الحدائق .
امضينا قرابة 4 سنوات في المغرب وانتقلت الى دمشق في حياة مهنية جديده.
الجزء الثالث عائلة الحسامي من الشتات الصغير الى الشتات الكبير
مشاكل عائلية : برزت بعض المشاكل العائلية في زواج أحفاد خالد الحسامي في عملية الاختيار لزوجاتهم و نذكر بعض الأمثلة … زواج تمام بن نذير الأوسط عندما عقد قرانه على ابنة بنت عمته -لما الريس -دونما أي تمازج بين وضع الطرفين … هذا الزواج أبعده عن العائلة بعد أن انتقل والديه إلى حمص مع بلوغ الأب سن التقاعد و تفريغ منزلهم الكبير بعد التسوية المالية بقبض تعويض مالي وعلى الأثر اشترى بيتا في حمص فعاش تمام في حي فقير و اضطر للعمل الإضافي لكسب العيش… رزق تمام ثلاثة من الأولاد ابنتان و صبي و هم على التوالي ـ سلمى و شوق و نذير …
ضعفت الروابط العائلية … نظرا لسفر أولاد العم إلى خارج سورية و توزعوا بين عدد من الدول العربية منها السعودية الإمارات و مصر و اليمن و منهم من سافر إلى الغرب خلدون في هنغارية و سفر عزام إلى الولايات المتحدة الأمريكية . أما عن عائلة مصون فقد استطاع رامز الولد الأوسط … استطاع من تحقيق بعض الإنجازات بعد تخرجة من معهد العلوم الإلكترونية , اخته بقيت في المنزل مع والديها و أخوه نائل و الذي لم يكمل دراسته بدأ يعمل في تعهدات المطاعم المدرسية …
و فاة الابن الأكبر لمريم … و اسمه ـ ناصر
كان ناصر اكبر صبية لمريم وكانت تعقد امالا كبيرى عى شاب منفتح ومثقف لم يكمل دراسته الجامعية في كلية الطب وكان في سنته الاخيرة ذلك عندما توجه مع عدد من أصدقائه إلى البحرفي يوم اجازة تردد ناصر بالدهاب معهم في 6 تشرين لكنهم الحوا عليه وشجعوه ى ما ان وصل الصبيه الى شاطئ البحر وزعوا العمل بينهم من اعدد الخيمة
و من اعد الطعام وقرر فئة منهم التوجه للبحر بانتظار رفاقهم لكن القدر اراد ذلك ما ان دخلن اصسر في الي البحرر ابتعد قليلا عن رفاقه فشعروا انه كان في وضع صعب بداويبدو ان وقع فياحد دوار مائي بدا يعلو ويهبط ما هي الا دقائق لم يعد ناصر فقد يلعه البحر و كان مصيره الغرق . رثى خال الفقيد مصون ابن أخته ـ ناصر ـ في قصيدة مطلعها :
هل نصدق ان تموت و نحيا أيها الراحل المهلل وجها
غرقا مت يا لهول المنايا أليس بميتة أبشع منها
فجعت مريم بوفاة ابنها عندما احضروه صباح اليوم التالي بعد بحث دام طوال الليل رحم الله الفقيد بكت حمص على فقيدها الشاب ناصر الدوخي
تعيين نادرة بنت محمود للعمل في مصفاة حمص و ذلك بعد تخرجها من المعهد العالي للبتروكيمياء
و هي مرحلة جديدة في حياة عائلة محمود بعد أن ابتعد ابنه للعمل في السلك الخارجي …
برزت نادرة في عملها في المصفاة و تسلمت مهام و مسؤوليات في الأقسام التي عملت فيها و كانت مثابرة في علاقاتها مع زملائها , إلى ان ارتقت في سلم الوظيفة إلى منصب نائب المدير العام في موسسة العامه للتكرير و هي تابعة لوزارة النفظ…وتابعت دراستها العالية اثناء عملها ك على الماجستير وكانت رسالتها في التاكل – اعلى ابراج التقطير ثم حصلت على درجة االدكتوراة في بحث قيم اسمته نمزجة درجة الاتساخ في المبدالات الحراريه و كان بحثها قيما نظرا لعائداته الاقنصادية في عمليات التصفيه في مصافي النفط .
حضر والدها وبعض الاصدقاء الاقارب حفل دفوعها للرساله وكان نجاحها في تقدم الرسالة ومناقشتها جيد اد ا ارتقت نادرة في نشاطها الاجتماعي والقافي ورشحت لمنصب نائبة النقيب العام للمهندسين السوريين وبقيت بهدا المنصب حمس سنوات …
أما عبد الواحد الإبن الثاني لخالد فقد تزوج مرة ثانية من معلمة و اسمها فاطمة رجوب و كانت مدرسة للغة العربية رزقت منه ثلاثة أولاد : عبد الرحيم ـ عبد المالك ـ و عد الله … لكن القدر شاء أن ترحل زوجته الثانية فقد غيبها الموت و تركت أطفالا في عهدة أبيهم , بينما بقي أولادة من زوجته الأولى بعيدين عنه في الإمارات و السعودية .
وسفر حلمي ابنه الاكبر عبد الواحد للعمل في الإمارات العربية مصطحبا زوجته وأولادة … و التي حصلت على عقد للتدريس لمادة الرياضيات .. أما أخته الثانيه سلام فقد تزوجت من شاب مدرس بحمص يدعى ـ هشام رستناوي ـ و كان أيضاً مدرسا للرياضيات … وقد سافرا في مقتبل حياتهما الزوجية للعمل هناك …
أما عن نبيه بن محمود فقد عين في السفارة السورية الرباط و اصطحب زوجته معه إلى المغرب وهناك رزقا ولدان أكبرهما ـــ ميس و الأصغر ـ محمود ـ بقي في المغرب أربع سنوات و عاد نبيه إلى الإدارة المركزية بعد قطع العلاقات مع المغرب إثر زيارة شمعون بيريز إلى المغرب . قامت الدنيا و لم تقعد لزيارة مسؤول إسرائيلي لبلد عربي و هكذا عاد نبيه إلى دمشق و التحق بوزارة الخارجية .. بعد عام من عملة في الإدارة انتدب للعمل في المكتب الصحفي لنائب الرئيس و بقي حتى عام 1988 عندما صدرت تشكيلات وزارة الخارجية و عين في البعثة الدائمة للأمم المتحدة في جنيف …
باشر نبيه عمله و كلف في إدارة الأعمال القنصلية إلى جانب مشاركته في نشاط البعثة الدائمة للأمم المتحدة … و في عام 1994 قدم استقالته من وزارة الخارجية بعد أن رزق طفلة أسماها ــ سارة ــ و من ثم تابع عمله في المجال الصحفي و اعتمد كصحفي في الأمم المتحدة خلال حياته المهنية الجديدة قدم الكثير من الأعمال لوسائل الإعلام العربية … و كاتب عدد من الصحف من أبرزها صحيفة الحياة و التي تصدر في لندن كما كان مراسلا لصحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن إلى ان عين في مكتب وكالة الأنباء السعودية في جنيف.
كان نبيه و عائلته يملكان شقة في مشروع دمر فأكمل نبيه استحقاقات الشقة و كان يقضي إجازته فيها …
وفاة والدة نبيه في عام 1996 ..
كانت والدة نبيه من اصل لبناني لم تعش مع زوجها اكثرر 13 عاما عندما ساافرت مع اخيها الى لبنان بعد خلاف مه زوجها نتيجة مشاحنات يومية حتى وصلت الى درجة المهاترة والسباب وكان اخرحادث عندما رشقها بدولة القهوة الساخنه على وجهها كانت الحياة شبه مستحيلة وبعد سفرها ارسل لها محمود لها ورقة الطلاق ..
تاخر محمود بدفع مستحقاتها بعد الطلاق والنفقة لابنتها نادرة والتريث كانت في سن الحضانه عن امها ى وعينت محامي لتحصيل الحقوق وكعادته محمود قي اهمال الاشياء وعدم متاعتها وضع قرار النقفه في دائرة التنقيد واستحضر محمود من المدرسه واودع سجن حمص لمدة 3 اسايبيهع الى ان دفع
كافة المستحقات وخرج بكفاله كانتت قصة حزينه
لكن الامور تحسنت فيما بعد واصبحت تتردد على بيت مطلقها لرويةة ولديها
لكن نديمة الاسعد كانت على اتصال مع اولادها وكانت تقوم بزيارات لهم ويستقبلها مطلقها وتحمل معها ما يمكن احضاره من بلدها عكار لكن في ايامها الاخيره اصيبت بمرض سبب لها تسمم وبدلت دمها في طرابلس واشتد مرضها عام 1995 في اخر زيارةة قام بها ولدها حزن محمود على وفاة مطلقته ورافقها حتى ماواها الاخير دفنت في لبنان وكانت اخر زيارة
لولدها نبيه الى حمص وكانها شعرت بدنو الاجل وصل خبر الوفاة واعد اخوتها ماتما كبيرا في وداعها الاخير ادا اصيبت بما يعرف بتشمع الكبد نقل جثمانها الى لبنان حيث دفنت في مسقط راسها بعكار وسط اهلها
ومع اواخر عام 1997 توفي نذير أكبر أولاد خالد و دفن في حمص عن عمر ناهز 75, و في هذه الأثناء أبرمت نادرة عقدا لعمل في ليبيا و اصطحبت والدها معها إلى طرابلس الغرب و التحقت بوزارة التربية الليبية ، بقيت في ليبيا لمدة عام…
استفادت نادرة من القرب الجغرافي لزيارة أخيها في جنيف قبل أن تعود لعملها في مصفاة حمص … و تمر الأيام و يواصل نبيه عمله كمراسل صحفي في الأمم المتحدة .. و من الحوادث الطريفة التي واجهها خلال عمله الصحفي لقاءه بالأمير مشعل بن عبد العزيز و ذلك محض الصدفة , عندما كان في فندق انتركونتينانتل لإجراء مقابلة مع الوزير اليمني عبد الله الصنجي ، و اللقاء مع الأمير كان عابرا ، على علمه بأن الأمير يواجهه مشكلة مع المصارف السويسرية بعد أن تقرر حجز أمواله في المصارف نتيجة خلاف مع متعهد فرنسي كان يعمل في الرياض لبناء قصر للأمير , وكان قرار الأمير توقيف هذا المتعهد بشان تنفيذ عطاءات العمل ، و على الأثر أبلغت فرنسا البنوك السويسرية لحجز أمواله على زمة الإفراج عن المتعهد الفرنسي و الذي سجنه الأمير في الرياض فهرع الأمير إلى جنيف لتوكيل محام للدفاع عنه …. إلى أن أفرج الأمير عن المتعهد و حل الخلاف برفع الحجز عن أمواله في البنوك السويسرية … استمزج الامير موأنسة نبيه واجتمع معه اكثر من مرة في مقر اقامته وكان يجد صعوبه في فهم كلماته باللهجة السعودية …
تفرق افراد العائلة نظرا لمشاغل اولادها ووظائفهم واصبحت تقتصر اللقاءات في المناسبات
الانترنت والتقارب بين الناس
في بداية التسعينات بدا الناس يدركون اهمية التواصل على الشبكة العنكبوتيه و بدأـت تجارب الإتصالات على الشبكة العنكبونية- الويب- في المختبر الفيزيائي لتفتيت الذرا ت في جنيف و كان رائد هذه التجارب خبير إنكليزي يدعى بيرنارد لي و هو أول من حاول أن يصل الإنترنت بالهاتف وهكذا انتقلت إشارات الاتصالات من الأرض إلى المحطات الفضائية و هكذا والعكس بالعكس و أطلق على هذه القرية الإلكترونيةـ بالويب ـ و هي اختصارا للشبكة العنكبوتية العالمية … و بدأ الناس يطورون مبدأ الاتصال هذا عبر الإنترنت بشراء تلكم الأجهزة التي بدأ تصميمها بالحجم الكبير من الشاشة إلى جهاز الكتابة , و ما يعرف بالهارد ويير … و هو كل ما يراه الإنسان أمام عينية من تفاصيل الجهاز الذي يستخدمة و عكس هذا السوفت ويير ــــ و يعني الهارد ديسكــ و قاعدة البيانات الأساسية …. و أدرك العالم اهمية هذا الإختراع الدخيل و حقق بذلك قفزة نوعية في عالم الاتصالات .
اقتنينا أول جهاز كومبيوتر في بداية التسعينات و تعلمنا الكثير في طرق التعامل مع الجهاز و كنا على سباق مع منتجات ميكروسوفت و التي بدأت بأنظمة بسيطة كلدوس … و من ثم تطورت برامج الويندوز ـــــ وبدأت بويندوز » مفتاح 5 ـ 6 ـ 9 ـ 10 … و كانت الأجهزة الأولى تنفصل عن الجهاز المخدم » الموديم » و الذي كان يصدر صوتا عند تشغيله وهوبمثابة ترجمة للإشارات الإلكترونية … الصادرة من الأرض غلى الفضاء و من الأرض إلى الفضاء… و يعتمد الكمبيوتر أساسا بعمله على دارة الرياضيات المغلقة و المفتوحة من ( 0ـ 1 و كل كلمة تكتب على الإنترنت ما هي إلا ترجمة لهذه الدارات الرياضية , كانت تجربتنا الأولى لهذه التكنولوجيا بالإتصال باولاد العم و الحديث معهم ضمن غرف صوتية مغلقة و كنا نمضي ساعات بالتسامر و تبادل الحديث مع من يشترك معنا في هذه التقنية , و قد ساعد الكمبيوتر او الإنترنت في تطوير مفاهيم الناس وزادهم علما على علم بعمليات البحث في برنامج أدى خدمات كبيرة في زيادة المعرفة واسمه غوغل ــــ فيكفي أن تكتب كلمة على محرك البحث هذا ليعطيك معنى الكلمة و اصلها و مشتقاتها ….
البحث عن العائلة الكبيرة :
حاولنا مع بداية تطبيقا ت الإنترنت البحث عن أصول العائلة , و علمنا أن جدنا الكبير واسمه حسام الدين لاجين كان يعيش في مصر في القرن الثالث عشر وكان مملوكا لسيف الدين قلوون احد سلاطين الأسرة الفاطمية , ثم ارتقى حسام الدين و تعلم فنون الحرب و عاش في كنف أولاد سيف الدين , و كان من عادة المماليك إذا ما عظم أمر احدهم التخلص منه خوفا من أن ينقلب الخادم على سيده , فعندما ورث خليل قلوون الحكم عن أخيه سيف الدين حاول أن يلاحق الأمير حسام الدين للقضاء عليه فهرب و لجأ إلى جامع بن طولون و توارى عن الانظار في إحدى مآذنه التي اتخذ منها منزلا له يأكل و يشرب و ينام فيها …
و أخيرا استطاع حسام الدين أن ينجو بنفسه برعاية الصغير ناصر قلوون و هرب معه إلى الكرك في غور الأردن . شارك جدنا حسام الدين في معركة عين جالوت ـــ ضد المغول و هكذا ارتفع شأنه و و ما أن تسلم ناصر قلوون الحكم حتى كافأ مربيه حسام لاجين و الذي أسبغ عليه لقب الأمير و ولاه لفترة قصيرة في القاهرة امتدت لسنتين إلى أن قتل حسام الدين ـــ عام 1299 م. وهو يصلي في رمضان …
كان للإنترنت الفضل الكبير في تواصل أبناء العائلة و تبادل المعلومات , و اماكن تواجدهم وهكذا تم الإتصال بابن نذير خلدون الذي كان يعيش في هنغارية …
في عام1994 كنت في نزهة على ضفاف بحيرة اللومان و أفاجأ بمشاهدة ابن عم لنا يدعى صفوان حسامي استضفته و فرحت بقدومه إلى جنيف , كما زارنا , خلال هذه الفترة أبونادر » مروان » خال زوجتي فاطمة أمضى يومين ومن ثم عاد إلى السعودية … و في نفس العام زارنا ابن عمنا « محمد » شقيق زوجتي ــ بعد زواجه بمدة قصيرة من فتاة أحبته و بقي في جنيف أسبوعا ليعود بعدها إلى الإمارات …
الحياة السياسية مع بداية عام 2000 وفاة الرئيس حافظ الاسد
الحدث الاكبر في تاريخ سوريه الحديث في عام 2000 : بعد زيارة خاطفة لجنيف التقى الرئيس حافظالاسد بالرئيس الامريكي بل كلنتون لبحث ما آلت إليه عملية السلام ودور سوريه فيها ,
وافت الرئيس حافظ الاسد المنيه بعد مرض عانى منه وانتقلت البلاد الى عهد جديد بتولي ابنه بشار مقاليد السلطة بعد تعديل بفقرات الدستور أجازت للإبن الشاب أن يتسلم مهامه كرئيس للجمهورية …
أجرى استفتاء عاما في بداية الولاية تسلم من خلالها السلطة لمدة سبع سنوات كانت سورية تتلمس ظروفا جديدة مع عمليات انشقاق حصلت في قيادات حزب البعث و القيادة السياسية أبرزها انشاق عبد الحليم خدام » نائب الرئيس » و لجوئه إلى فرنسة … و من أبرز الاحداث على الساحة العربية انسحاب القوات السورية من لبنان بتأثير من الضغوط السياسية و تلاها مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري » و أشير بأصابع الإتهام للنظام السوري نظرا للخلاف بين بشار الأسد و الحريري في لبنان و اغتيال » غازي كنعان » و الذي كان رجل الامن الأول لسورية في لبنان …. و تسلم رستم غزاله بدلا عنه ,
عاشت أسرة الحسامي و غيرها من الأسر مسيرة التغيرات وكان لتأثير الدراما دورا كبيرا في خلق أمزجة كثيرة في الحياة الإجتماعية , إذ كانت لك المسلسلات التلفزيونية المتنفس للشعب السوري للتعبير عن مكنون نفسه , لكن بشار الأسد و الحق يقال لم يكن يرغب بالمسير على خطى والدة وهو الذي درس في بريطانية و تزوج من مدينة حمص و كان أول ما عير عنه في سياسة التغيير حبه لإزالة الصور و الملصقات التي كانت تكرس عبادة الأشخاص أمام القائد , ….
اما على صعيد العائلة زواج رامز ابن مصون من فتاة درست الحقوق و حملت شهادة الدكتوراة لتدرس في جامعة دمشق . و بين عامي 2007 ـ 2011 سارت الأمور على وتيرة واحدة إلى أن شهد العالم العربي ثورة جديدة اطلق عليها » ثورة الربيع العربي » و انطلقت هذه الثورة من تونس وعلى الإُثر انهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي و الذي لجأ إلى السعودية …. انطلقت نار الثورة إلى أقطار أخرى مثل … » ليبيا ـ اليمن و سورية و مصر » . تخلص الشعب الليبي من الرئيس القذافي قائد الثورة الليبية و اطلق النار عليه بعد أ، شهدت بلادة حربا مفتوحة وفي مصر تنحى الرئيس حسني مبارك عن السلطة لكنه رفض مغادرة البلاد و واجه القضاء لسنوات … أما في سورية كانت نقلة دموية صعبة جدا في : 15 آذار 2011 عندما قام صبية في درعا في كتابة تعابير لم ترق للنظام تطالب بالتغيير ، انتشر هشيم هذه الثورة إلى بقية المحافظات و كانت حمص الواجهه لتقبل نيران هذه الثورة لما عرف بساحة حمص الجديدة حيث قتل أكثر من ألف و ثلاثمائة شخص بعد تظاهرات عمت الشوارع و بعد صلاة الجمعة بعد خروج المصلين من الصلاة ..
فقد بشر الداعية الإسلامي والعلامة السوري محمد رمضان البوطي بهذه التغييرات بخطبة يوم الجمعة , قال فيها غضب من الله على سورية و ذلك تعليقا على مسلسل درامي أذاعته الأقنية التلفزيونية اسمه » ما ملكت أيمانكم « لكن البوطي راح ضحية جرأته في توجيه النقد لهذا المسلسل الذي صور رجال الدين بالمرابين و بالمنافقين …. بعد تفجير جامع كان يصلي فيه .وبدلك فقدت سورية والعالم الاسلامي عالما كبيرا ..
على صعيد العائلة هجرت الأزمة السورية الكثير من العائلات و بدأـ موجة من النزوح و اللجوء إلى الدول المجاورة , فقد هربت مريم مع أولادها في سيارة » سوزوكي » بعد أن دمر حي القصور و لجأـ إلى مصر ، أما منزل عبد الواحد فقد أصيب القذائف ..و اشتعلت النيران فيه
وقد هاجرت نادرة مع أبيها إلى اليمن للعمل هناك و عملت لمدة سنتين في جامعة حضرموت إلى أن استقر بها الحال في جنيف و انتقلت مع والدها للعيش في مدينة » جنيف » لكنها رافقته وهو في حالة مرضية صعبة بعد أن تعرض لكسر في ساقه , و بعد 3 سنوات في إقامتهما في جنيف توفي محمود في كانون الثاني 2019 و قبله بسنتين توفي شقيقه مصون و لم يبقى من عائلة خالد الحسامي الا الشيخ عبدالواحد وهومقيم مع ولده عبد الله وقد سعينا مع اللجنة الدولية في جنيف للالفراج عن شقيقه عبدالرحيم الدي كان في زيارة لليمن واعتقل في صنعاء دون اي تهمه وهاجرت مريم مع اولادها إلى السويد …. وهكدا تحققت مسيرة الشتات الكبرى لعائلة خالد الحسامي ؟
كلمة لا بد منها
توخينا من هّذه الدراسة توجيه الانظار الى حياة جدنا المرحوم خالد حسام الدين الذي عاش في القرن الماضي وتوجيه الانظار الى حياة رجل لم يضحك له الزمان عندما فقد ثروته التي ورثها من والده الحاج محمد الذي كان مثالا للتقى والورع لعل مرد ذلك الى امرين ..
أولهما الظروف الاجتماعية والسياسية التي فرضتها ظروف الحربين الاولى والثانيه وبما يعرف -سفر برلك- والدي انعكس على الوضع الاجتماعي في سوريه اذ خسرت كثير من المصالح والاعمال نتيجة المجهود الحربي التركي.
والامر الثاني مقولة معروفه ان للمال مسؤوليه وان الرجال هي التي تنتج المال وتجمعه وليس المال الذي يصنع الرجال فادا كان جدنا رحمه الله قد أخطا في تقديرة وبدد ثروته فكان زواجه الثاني من جدتنا نبيهه رحمها الله ضربا من التصابي وارضاء الذات لرجل تزوج بعمر ابنته وسعى الى متعة نفسه وترك اقاربه حسب شهادات من كان يعيش تلك الفترة معه.
لقد كانت حياة خالد حسام الدين والذي غدا اختصارا حسامي مثالا للرجل الذي عاش لنفسه و نحن الاحفاد لمسنا ذلك في اولادنا نعزي ذلك الى عامل الوراثه هذا مانراه في أمزجة اولادنا وأهوائهم كما يقول المثل
هذا الشبل من ذلك الاسد- لقد انكفأ خالد حسام الدين في السنوات الأخيره من حياته الى العزلة وليس هذا من طبع الرجال…وانعكس على المصالح والاعمال و استغلت زوجته وأولاده هذه العزله فزادته عزلة وضعفا لأن الزوجة الواعيه تقف و راء زوجها في الملمات فأنكر خالد أولاده ووقف موقف سلبي من زواجهم ..ومشاريعهم وعانى هذا محمد االابن لاكبر الدي كان مثالا للابن المطيع البار فانكره و الده وحرمه من الميراث حتى وقف اما مشروع زواجه رحم اله جدنا خالد وما تقدم من ذنوبه وتاخر.
لعل حرية الحياة وسهولتها التي انطبع عليها اولاده كانت بالمقابل دافعا للتمييز فظهر بينهم شاعران واديب انها بحق اسرة فريدة . لقد سعت دراستنا الى تصوير حياة العائله بكل تجرد واخيرا نقدم اعتزارنا لابناء العم ادا كان تحليلنا او سردنا قد مس بعض خصوصياتهم لكن النية السليمه في نقل وقائع عانيناها جميعا و كانت هي غايتنا وان كان الوصول الى الحقيقة امر شاق لن يرضي الكثير فنكرر اعتذارنا وقد ناأينا بأنفسنا خلال الشرح وتجردنا عن دائرة القربي والأهل حتي نصل بموضوعيه الى اهداف الدراسة ونتمنى ان يستفيد الاحفاد من تجربه اباءهم وأجدادهم ..
انها اسرة فريدة بحق بأمزجتها وطبائعها ولعل القاسم الاكبران هده الحرية غير المنتظمة دفعت الاولاد والأحفاد الى حياة فيها المتعه والحرية التي ولدت شيئا من التمييز والعبقرية وكما يقال صاحب الهوى تعب يستخفه الطرب فنشا منهم كتاب وشعراء ومبدعين في مجالات مختلفة وامتد هدا الوحي الى الاحفاد ا للممارسة هواياتهم على شتى انواعها وبقيت الامال معلقة بأولاد الاحفاد فهل يذكرون ما فعل اجدادهم لقد خصصنا زاوية في البيت ووضعنا صورهم تخليدا لما فعلوه من اجلنا رحمهم الله جميعا .وبا الله المستعان
انتهى البحث في 21 ايار مايو
نبيه الحسامي – جنيف 2019